آخر تحديث :الثلاثاء-01 أبريل 2025-11:11م

عدن : عشرة أعوام من التحرير

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 05:42 ص
محمد عيضة شبيبة

بقلم: محمد عيضة شبيبة
- ارشيف الكاتب


في مثل هذا اليوم قبل عشرة أعوام، كانت ليلة خالدةً في تاريخ اليمنيين، ليلة انطلاق "السهم الذهبي" لتحرير العاصمة المؤقتة عدن من فلول الإمامة الغزاة الذين عاثوا فسادًا في ثغر اليمن الباسم وروّعوا أهلها الطيبين وأزعجوا سكينتهم.

حينها كانت عيون اليمنيين ساهرةً تترقب بزوغ فجر الحرية، وألسنتهم تلهج بالدعاء لأبطال المقاومة الجنوبية، يمدون أكفّهم إلى الله في ليلةٍ أرجى أن تكون ليلة القدر، ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك، وقد استجاب الله دعواتهم، وشاءت أقدار الله أن تزفّ لهم بشرى النصر والخلاص من كابوسٍ لا يزال يقض مضاجع اليمنيين في الشمال حتى اليوم.

في مثل هذه الليلة، انتفض أبطال عدن شيبا وشبابا، رجالا ونساء، صغارا وكبارا ضد الطغيان الإمامي الحوثي، وسطروا ملحمة بطولية خالدة، متوكلين على الله وحده، يحدوهم الأمل ويساندهم أشقاؤهم في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ويشدّ أزرهم إخوان لهم من مختلف محافظات اليمن يشاركونهم الهمّ، والجهد لدحر ميليشيا الحوثي واستعادة مدينتهم الغالية وعودتها إلى حاضنتها العربي وأمتها الأصيلة

وقد كان للمساجد دورٌ في معركة التحرير هذه، وللعلماء والدعاة و كوادر من الأوقاف والإرشاد نصيبٌ وافرٌ من الإعداد والمشاركة فيها قيادةً وحشدًا وتعبئةً، وزحفا، استجابةً لأمر الله وداعي الإنسانية ونصرةً للحق.

وما إن أهلّ هلال شوال حتى كان العيدُ عيدين، والفرحةُ فرحتين؛ عيد الفطر المبارك وعيد النصر، فرحة إتمام الصوم وفرحة التحرير.

لقد كانت معركةً للكرامة والحرية، وستبقى ذكرى تحرير عدن رمزًا للصمود والتضحية وقوة الإرادة في مواجهة الظلم والبغي والعدوان، كما ستبقى محطةً مهمة يستلهم منها أحرار اليمن في كل الجبهات على امتداد الجغرافيا معاني الصمود والشجاعة في مقارعة فلول الإمامة حتى التحرر وإنهاء مشروع إيران الدموي المدمّر.

الرحمة والمغفرة للشهداء

والشفاء للجرحى

والسلام والأمن والأمان لعدن الحبيبة ورجالها الأوفياء ولكل رجال التحرير في كل ربوع اليمن الحبيب.

والله أكبر وليخسأ الخاسئون.

#عدن_عشرة_أعوام_من_التحرير