آخر تحديث :الثلاثاء-01 أبريل 2025-02:38ص

الغارات الأمريكية لن تُسقط المليشيات الحوثية

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 05:41 ص
مطيع سعيد سعيد المخلافي

بقلم: مطيع سعيد سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


منذ ما يقارب الأسبوعين والولايات المتحدة الأمريكية تشن بطيرانها الحربي غارات مكثفة ومتتالية على العديد من المنشآت والمواقع في العاصمة المختطفة صنعاء، وفي العديد من المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران.


وبالرغم من فعالية هذه الغارات إلا أنها بمفردها لن تتمكن من إسقاط العصابة الحوثية، أو من القضاء على قيادتها العنصرية، أو من إنهاء تهديداتها الداخلية أو الخارجية بشكل تام لعدد من الأسباب أهمها:

الطبيعة المعقدة للأراضي اليمنية، حيث تتميز اليمن بتضاريسها الجبلية والصحراوية الوعرة، مما يجعل الغارات الجوية الأمريكية، أكثر صعوبة. خاصة وأن المليشيات الحوثية تعتمد في تكتيكاتها على الحركة السريعة بين المناطق الوعرة، مما يسهل لمقاتليها الاختباء بسهولة في الجبال والكهوف، وهو ما يعوق دقة الغارات الجوية في تدمير أهدافهم بشكل فعال.


بالإضافة إلى اعتماد المليشيات الحوثية على تكتيك حرب العصابات، فهم لا يعتمدون على جبهات قتالية ثابته أو مراكز عسكرية ثابته، بل تقوم بتوزيع قواتهم في مناطق مدنية ومخازن أسلحة متنقلة، مما يصعب على الطائرات الأمريكية استهدافها بدقة دون التسبب في أضرار جانبية كبيرة، وهو ما يؤثر على فاعلية الغارات الجوية.


ومن هذه الأسباب ايضاً الدعم الإيراني للمليشيات الحوثية، حيث تحظى المليشيات الحوثية بدعم مستمر من إيران في شكل أسلحة متطورة وتدريبات عسكرية ودعم لوجستي. وهذا الدعم يساهم في تعزيز قدرة الحوثيين على مواجهة الغارات الجوية ويزيد من تكلفة العمليات العسكرية.


هذا بالإضافة إلى تأثير الحرب النفسية والدعاية، حيث تستخدم المليشيات الحوثية وسائل الإعلام والدعاية بشكل فعال لتحقيق مكاسب نفسية، مما يجعلها تستفيد من الغارات الجوية الأمريكية لتشويه صورة الولايات المتحدة ومن يؤيدها في أعين الرأي العام المحلي والدولي. هذا النوع من الحرب النفسية يؤثر في المعنويات ويحسن من وضع المليشيات الحوثية، مما يجعل من الصعب القضاء عليهم بشكل نهائي باستخدام القوة الجوية فقط.


إن الحسم العسكري ضد المليشيات الحوثية يتطلب مزيجاً من القوة الجوية مع استراتيجيات أخرى مثل الحرب البرية، التعاون الاستخباراتي، والضغط السياسي. أما الغارات الجوية وحدها فإنها لا تكفي لحسم المعركة والسيطرة على الأرض، أو للقضاء على العناصر الحوثية بشكل كامل، وإنما سيكون لها أثر محدود في تقليل التهديدات الحوثية. ولذلك ومن أجل تقويض قدرات العصابة الحوثية على الاستمرار في القتال، وتسهيل القضاء عليها. وحسم المعركة والسيطرة على الأرض، يجب أن تكون الغارات الجوية جزءاً من استراتيجية شاملة تشمل جميع الجوانب وخاصة السياسية، والعسكرية بمختلف أشكالها الجوية والبرية والبحرية.


وبالتالي يتوجب دعم الحكومة الشرعية والسماح لها بشن هجمات برية من مختلف الجبهات القتالية بالتوازي مع الغارات الجوية، ما لم فإن الغارات الأمريكية ستظل تدك المشاريع الوطنية، وتدمر المنجزات والبنى التحتية، وترفع من قيمة ومستوى العصابة الحوثية وتصنع منها نداً للولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعلها في نظر الشعب مسرحية دولية ومؤامرة حوثية خارجية لاستكمال تدمير الوطن ومنجزاته، وإهلاك الشعب اليمني والعبث بحياته وأمنه واستقراره.