ما أكثر المواقف والظروف التي مر بها المسلمين والتي كانت تدمع العين وتدمي القلب لعظيم أثرها ووقعها...
إنها مواقف، اختلط فيها الحزن مع الألم والهم والظلم، فكانت لعظيم هولها تهدّ الجبال هدّا، فكيف يكون أثرها على النفوس البشرية، إنها مواقف كسر الخاطر لأهل غزة جاءت هذه المرة من نسيج القومية...
لكن هناك صنف آخر عاش الألم مع أهل غزة وجعل من عباداته الكثيرة التي يتقرب بها لله في الدعاء لأهلنا في غزة. وحتى أهل الديانات الأخرى كا الخشوع من هول ما يشاهدون من مجازر، فتحرك الضمير الإنساني الخالص ، فلم يمنعهم أن ينظرون إليهم وهم يكابدون الوجع وخاطرهم مكسور أمام عالم يمتلئ بالطغاة والمجرمين، فكان منهم إلى جانب الدعاء لهم ، الاحتجاجات الشعبية في المدن حول العالم، مما زاد المتعاطفين والاحرار من البشرية معرفة مزيداً من الحقوق الفلسطينية، وكذب العدوان الصهيوني ومن يقف معه، وأصبحت الأنظمة مكشوفة وعارية....
لقد عيّر كثير من سفهاء الأمة للأسف الشديد، المجاهدون في غزة وهم يدفعون ثمن الدفاع عن الأمة ومقدساتها؛ بأن أسلحتهم في مقابل سلاح العدو لايساوي شيئا، حتى صدّق الكثير هذا الخذلان...
واليوم نرى العالم المجرم مع الكيان المجرم يقفون مع المقاومة التي أطلق عليها بأنها إرهابية تستهدف المدنيين وغيره مما قالوه عن المقاومة ، فهم يقفون على طاولة الحوار معهم سواسية، في صفقات التبادل للرهائن...
فلم تكن قوياً ولايمكن الاعتراف بك، حتى تنزل ساحات النزال...
فكان أصعب ما أصاب المقاومة هو ما كان من محاولة خسيسة لكسر خاطر إخوانهم في غزة وفلسطين، لكن الله سبحانه سرعان ما جبر خاطرهم وردّ على الطواغيت والمجرمين، وأنعم على أهلنا في غزة بما لم ينعم به على تلك الأصنام من عزة وشموخ...
ومنهم من قال عن المقاومة: أنهم لا يستحقون الحياة، فهم إرهابيون لايعرفون التعايش مع الآخرين...
وأنهم، رجعيون وظلاميون ويريدون العودة الى القرون الوسطى، وأن مزاجهم هو الغلو والتطرف. قالوها ورددوها مثل الببغاء كما كان يقولها أعداء الإسلام، فأي كسر لخاطر المقاومة والاحرار أعظم من أن تناله سهام أبنائه بأشد مما نالته سهام أعدائه، وأن يتآمر عليه مسلمون يصطفون إلى جانب الأعداء ويسخّرون أموالهم وجيوشهم وإعلامهم لكسر خاطر إخوانهم المستضعفين!
فأصبح مجرمي العالم يطردون من المحافل الدولية كما يطرد الجمل الأجرب عن الجمال السليمة...!