آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-09:49م

التهميش يطال ميناء الحاويات

الأحد - 23 فبراير 2025 - الساعة 02:43 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


كان من الضروري تهيئة ميناء الحاويات عبر خطط مستمرة والإستفادة من الموقع الطبيعي الذي حبى المولى به مدينة عدن على شواطئ البحر العربي والأحمر ولأن ميناء عدن من أقدم الموانئ التاريخية في العالم وبعد ان تزايدت أهميته بشق قناة السويس المصرية ليصبح منفذ العالم بين قارتها الست عبر ممر مائي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط شمالا والمحيطات المتصلة به والبحر العربي جنوبا والمحيطات المتصلة به في رحلات آمنة ومختصرة فكان من الضرورة تأهيل ميناء حاويات عدن والبدء في إعداد الخطط والمشاريع التي من شأنها تفعيل خدمات الميناء كهمزة وصل بين موانئ العالم الدولية وتم مسح مايزيد عن سبعمائة كيلو لتكون مهيئة لاستقبال السفن وتفريغ الحاويات كخطوة أولى تعقبها مراحل من التأهيل لمساحات أكبر .

فكان ميناء الحاويات بالخدمات التي توفرت عند تأهيله كفيلة بأن تجعل الميناء مصدر من مصادر الدخل القومي الذي ترتب عليه إزدهار الحركة التجارية ليس فقط في العاصمة عدن بل وارجاء البلاد كافة مدنها وقراها ورفع مستوى الحالة الإقتصادية .

لكن الناظر اليوم إلى الحالة التي وصل إليها مستوى الميناء من حيث البنية التحتية والسياسة التشغيلية وكيف سطت أصابع الإهمال ونالت منه نوايا التهميش لتجعله في حالة يرثى لها وقد ترتب أثر ذلك على الحياة التجارية والاقتصادية في كل ارجاء الوطن.

ميناء الحاويات فقدت في الحاويات المناولة صلاحيتها للاستمرار في تقديم الخدمات ذات القدرة الإنجازية وكل ما تخضع له هو صيانة ليست بالمستوى التي تعيد للرافعات قدرتها الحقيقية في انجاز مهام الرفع ناهيك عن حالة الأرصفة التي تعرضت للتأكل بفعل العوامل الطبيعية ولم تمتد لها يد الاعمار والصيانة التي يفترض ان تكون دورية لمثل هكذا مرفق انتاجي.

ويعد تعدد الجهات المسؤولة عن تشغيل الميناء ما بين شرعية وانتقالي وتعارض القرارات وارتفاع صرف الدولار من أسباب الطاردة للراسمال المستثمر وكثرة نقاط الجباية التي انتشرت داخل الميناء وخارجه وتعدد الجهات الامنية وحصصها من الحماية من أسباب تهميش عمل الميناء الذي وصل في فترات إلى سوابق لم يشهد الميناء لها مثيل ألا وهي حد توقف الميناء عن العمل وعدم استقبال السفن.

ميناء الحاويات بشقيه الداخلي والخارجي يرزح تحت سيطرة اياد عابثة ويحتاج إلى قرارات جريئة لمعالجة وضعه وإعادة تدوير عجلة الرافعات للاهمية التي يردفها عمل الميناء على الاقتصاد الوطني


عصام مريسي