النـهوض بالوطـن؛ يُعد من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق كل فرد في المجتمع، وهو عملية متكاملة تشمل جميع جوانب الحياة السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية، والثقافية.
إن تحقيق هذا النـهوض؛ يتطلب تكاتف الجميع دون استثناء، بدءًا من الحكومات وصولاً إلى المواطنين العاديين، حيث يجب أن يسهم كل منهم بدوره في تحسين واقع هذا الوطن.
فأول خـطوة نحو النـهوض بالـوطن، تبدأ من الوعي بأهمية الإستقرار السياسي، وتوحيد الصفوف بين أبناء الشعب؛ كون الإستقرار السياسي هو أساس لتوفير بيئة ملائمة لتحقيق التنمية في شتى المجالات، كما أن مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، يعدان من أهم العوامل التي تساهم في بناء وطن قوي ومستدام.
وعلى الصعـيد الإقتـصادي؛ فالأمر -هنا- يتطلب للنهوض بالوطن، تبني سياسات إقتصادية فعالة تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتوفير فرص العمل، كما يجب تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وزيادة الإستثمارات في البنية التحتية، والعمل على تطوير القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة؛ كون الإقتصاد القوي يعزز من قدرة الوطن على مواجهة التحديات، ويسهم في رفع مستوى رفاهية المواطنين.
أما فيما يخص الجانب الإجـتماعـي؛ الأمر -هنا- في حاجة إلى تعزيز قيم التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، وهذا يمكن لنا تحقيقه من خلال تحسين نظام التعليم وتوفير الفرص المتكافئة للجميع، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الإحترام والتسامح فين مختلف فئات المجتمع، فالعمل الجماعي والإخلاص فيه، ووجود روح التعاون البناء بين أفراد الشعب؛ يعدان من العناصر الرئيسية التي تسهم في النـهوض بالـوطن.
لـهذا؛
لا يمكن إغفال أهمية تعزيز الهوية الوطنية، وزيادة الوعي بالثقافة والتاريخ الوطني؛ فالفـخر بالـوطن، وحـب الإنتماء إليه، يعززان من روح المسؤولية الوطنية، والولاء لدى الأفراد، مما يساهم بشكل كبير في تقدم هذه الأمة العظيمة.
فالنـهوض بالـوطن يا إخوة؛ ليس بمهمة سهلة، ولكنه مسؤولية كبيرة، تتطلب التفاني والعمل الدؤوب من قبل الجميع داخل هذا الوطن، وكلما تمسكنا بقيم الـولاء للـوطن والعمل الجاد، كلما كان الـوطن أقـوى وأكثر ازدهـارًا.
د. هـاني بن محمد القاسمي
