آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-05:41م

نحو هيئة تنسيقية عدنية: ضرورة ملحّة لاستعادة الدور والمكانة

الجمعة - 21 فبراير 2025 - الساعة 04:49 م
فضل علي مندوق

بقلم: فضل علي مندوق
- ارشيف الكاتب


بقلم: م/فضل علي مندوق

في ظلِّ التحديات العميقة التي تعصف بمدينة عدن اليوم، تبرز الحاجة الملحة إلى تأسيس هيئة تنسيقية عدنية تكون بمثابة حجر الزاوية لإعادة ترتيب الأولويات وتوجيه الجهود نحو المصلحة العليا لعدن وأهلها. فعدن، التي طالما كانت رمزًا حيًّا للقلب النابض في جنوب شبه الجزيرة العربية، أصبحت اليوم في أمس الحاجة إلى مشروع جامع يعبر عن رؤيتها الموحدة ويغلب المصلحة العامة على سائر المصالح الفئوية والتباينات السياسية والاجتماعية. إن الظرف الراهن يستدعي منا جميعًا، من دون استثناء، أن نحول أقوالنا إلى أفعال وأن نتجاوز حدود المصالح الضيقة في سبيل التوحد في رؤيةٍ سياسية استراتيجية واحدة.

إن الحاجة إلى تشكيل هذا الإطار التنسيقي تتعاظم في ضوء التحولات المستمرة التي تفرض على عدن ضرورة أن يكون لها دور فاعل ومؤثر في المعادلات السياسية والإقليمية. فالمدينة التي طالما كانت مصدر إلهام للكثيرين، باتت بحاجة ماسة إلى استعادة مكانتها في الساحة الوطنية والإقليمية، من خلال هيكل سياسي راسخ قادر على الدفاع عن حقوق أهلها والمطالبة بمصالحها في جميع المحافل. ومن المؤكد أن هذا الإطار التنسيقي سيكون الأداة الفاعلة التي توحد الأصوات العدنية وتمنحها القوة السياسية اللازمة لمواكبة تطورات الأحداث والمضي قدمًا في مواجهة كافة التحديات.

وفي الوقت نفسه، لا بد من التأكيد على أن نجاح هذا المشروع الطموح يتوقف بشكل أساسي على قدرتنا على تجاوز الخلافات الداخلية التي قد تقوض الأهداف المرجوة. فالتلاحم لا يقتصر على توحيد الصوت السياسي فحسب، بل يمتد إلى تجاوز التباينات التي قد تؤدي إلى تشرذم الصفوف. إنّ التركيز على المصلحة العليا للمدينة هو السبيل نحو تحقيق التقدم المنشود، مع تكريس ثقافة الحوار البناء والتعاون المثمر بين جميع الأطراف المعنية، بعيدًا عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو التنسيق ويعطل مسيرة التقدم والتنمية.

إن هذه الدعوة، التي تُطرح اليوم، ليست مجرد دعوة لتشكيل هيئة تنسيقية فحسب، بل هي دعوةٌ إلى تحقيق حلم طال انتظاره؛ حلم عدن التي تسعى جاهدة لإعادة إشراقتها، واحتضان الجميع بمختلف أطيافهم، والتطلع دائمًا إلى تحقيق العدالة والمساواة. من خلال هذا التنسيق والتعاون المثمر، يمكننا أن نعيد لعدن مكانتها المستحقة، وأن نخط معًا مستقبلاً مشرقًا يليق بأجيالها القادمة.