اشكالية توافق الأهداف توجب اختلاف الطرق وتباعد الوسائل التي تقتضي تحقيق تلك الأهداف وبعيدا عن الشعارات وبريق التجمعات التي تحصل بين المجلس الانتقالي والشرعية التي توجت بولادة الكيان الهش المجهض سلفا قبل ولادته والمسمى المجلس الرئاسي .
فالمجلس الانتقالي الذي ولد من رحم معاناة الجنوبيين من شتات الوحدة المبتورة وتسلط الشماليين على موارد الجنوب ومقدراته وما تعرض له الجنوبيين من الإقصاء والحرمان والمواطنة المنتقصة ثم من عنجهية الطائفية التي تغلبت على الحكم وأردت إذلال الوطن والعودة به إلى حقب من التاريخ المظلم لتفرض مذهبها على أبناء الجنوب وتدخل قيم ومفاهيم مذهبها المنتكس وتعميمه في الرقعة الجنوبية التي لم تكن يوما حاضنة لمثل تلك القيم والأخلاقيات والمفاهيم والعقائد.
فتلقى الجنوبيون ولادة المجلس الإنتقالي بغامر من الترحيب وعلقت به الٱمال وصرفت نحوه الأنظار بترقب تبارك الخطى وتتلقف الإنتصارات وكلها شغف لما سيحرزه من مكاسب تعيد للجنوب هيبته وبريقه وتنتشل وضع المواطن الجنوبي من التهاوي والتدهور فكان من جل الأهداف هو العودة بالوطن نحو ماقبل عام ١٩٩٠م ليس فقط حدودا على الأرض ولكن بإعادة الوطن نحو حقبة الانتصارات والقيم برسم أنموذج جنوب التحرر والسيادة وهذا مالم تبرهن سنوات ميلاد الانتقالي قدرتها تحقيقه بل راحت تتخبط وتنساق نحو التبعية غير الواضحة المعالم والأهداف وتطايرت الوعود بإعادة الوطن المسلوب الهوية وأعني الجنوب او اليمن الديمقراطي أدراج الرياح وغرقت تحت املاءات الأقرباء والأعداء دون أن يلمس المواطن ثمرة حقيقية من ولادة المجلس الذي ولد لانتصار الجنوب ارضا وإنسان.
وعلى القدر التي تعلم فيه الكيان المسمى شرعية إنها لم تحقق مطلب من مطالب ما تدعو إليه فلم تستطع المحافظة على وطن موحد تستطيع فيه فرض سيادتها على كامل الرقعة التي تدعي سيادتها عليه والتي أصبحت مجرد رمز خالي من مدلولاته بل بات استمرارها معضلة تدعو لاستمرار المزيد من الإستنزاف والهدر للامن المجتمعي والأقتصادي والسياسي والعسكري.
وحتى يستمر العبث السياسي بين الفريقين المتشاكسين يتم استنساخ مولود باهت لا حياة له ولا روح يسمى المجلس الرئاسي ليزيد الامور تعقيدا إذ كيف يلتقي أصحاب مشروعين مختلفي الرؤية والهدف فريق جل هدفه إقامة وطن للجنوبيين وفريق يدعو لاستمرار هيمنة الشمال على الجنوب تحت مسمى الوحدة والشرعية وإن اقتربت أهداف أخرى أو بعدت فلا يمكن اجتماع متناقضين في أن واحد إلا على سبيل العبث و الاستخفاف ومن أجل استنزاف الأوطان والنيل من حقوق المواطنة للانسان والسير نحو طرق اللاعودة بالحقوق واولها الوطن.
عصام مريسي