في وقتٍ يستعد فيه المسلمون حول العالم لاستقبال شهر رمضان المبارك بروح من الأمل والسكينة، لا يزال المعلم اليمني يعاني في صمت، يبحث عن قوت يومه ليكفل أسرته، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يمر بها وطننا الحبيب.
المعلم، الذي لطالما كان ركيزة بناء الأجيال وأساس النهوض بالمجتمعات، يعاني اليوم من تدني الرواتب، وارتفاع الأسعار، وغياب الدعم الحكومي الفعلي الذي يعكس حقيقة أهمية دوره في المجتمع. وكلما اقترب شهر رمضان، يزداد العبء عليه، فلا هو قادر على تأمين احتياجات أسرته اليومية، ولا حتى على توفير مستلزمات الشهر الكريم الذي يتطلب بذل جهد إضافي لتلبية احتياجات العائلة من طعام وشراب.
لقد أصبح المعلم اليمني اليوم في وضع لا يُحسد عليه، يعيش بين التحديات المعيشية و الظروف الاقتصادية الصعبة، في وقتٍ كان من المفترض فيه أن يكون ذلك الشهر المبارك فرصة له للراحة الروحية، والتمتع بالأجواء الرمضانية، لكنه بدلًا من ذلك ينشغل بتدبير لقمة العيش.
نحن اليوم نقف على أعتاب رمضان، ومعلمونا لا يزالون يواجهون صعوبة في تلبية أبسط احتياجات أسرهم اليومية لذا نناشد جميع الجهات المعنية، وندعو المجلس الرئاسي والحكومة إلى الالتفات الفوري إلى المعلمين وتقديم الدعم الكافي لهم، خاصة مع اقتراب هذا الشهر الفضيل.
نطالب بتحسين وضعهم المالي، ومراجعة رواتبهم بما يتناسب مع متطلبات الحياة، لتخفيف الأعباء عنهم وتوفير حياة كريمة لهم، وهم الذين يقفون في الصفوف الأولى لبناء الأجيال القادمة.
أرجو أن يكون رمضان هذا العام موعدًا لرفع المعاناة عن المعلم اليمني، وأن تحلّ هذه الأيام المباركة بمزيد من الخير والرحمة على الأسرة التعليمية، التي طالما قدّمت الكثير من أجل الوطن.