آخر تحديث :الإثنين-24 فبراير 2025-12:52ص

الزيارة

الثلاثاء - 18 فبراير 2025 - الساعة 01:37 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



المدير: يصيح بأعلى صوته، وهو ينادي، يدخل عليه أحد الحراس.

الحارس: نعم، يا مدير .

المدير: ماهذه الأصوات التي أسمعها؟

الحارس: مظاهرات، يامدير، فقد تعودنا عليها...

المدير: نعم نعم، نادي مدير المكتب...

الحارس: علم...

يدخل مدير المكتب، نعم يامدير.

المدير: ما هذه المظاهرات ؟

مدير المكتب: أنها مظاهرات تعودنا عليها...

المدير: أعرف أعرف ، ولكن هذه المظاهرة كأن الأصوات من خلفها آلام المفاصل والعضلات، ويضحك...!

مدير المكتب: نعم، أنهم يعانون من الغلاء المعيشي...

المدير: رائع رائع ، وهل تعرف كم هو الصرف اليوم للعملة؟

مدير المكتب: نعم، لقد أرتفع الصرف إلى أعلى مستوى لم يصل له من قبل، والوضع غير مسبوق على النطاق الشعبي، والأسعار ارتفعت والوضع مزري، حيث انقطاع الرواتب الذي زاد من احتقان الشعب إلى جانب ارتفاع الأسعار والضغوط اليومية التي يعاني منها الكثير، ومنها : الماء والكهرباء والمدارس مغلقة (إضراب مفتوح) والمستشفيات الخاصة، و رمضان....

المدير: رائع جدا جدا ، الآن أكتب للقيادة الرشيدة، أن ترفع لنا المخصصات المالية اليومية، هيا هيا أكتب...

مدير المكتب: يا مديرنا الغالي، لابد من العمل ولو بشكل بسيط للشعب...

المدير: مالك داعي للقلق والتوتر النفسي بالشعب، فقد مضى عليه أكثر مما نعفل به الآن، دعنا نعيش حياتنا...

مدير المكتب: نعم، أنا معك بس، لو تسمع الناس عن الحديث عن المدراء التنفيذيين والقادة السياسيين والعسكريين، فأغلبهم يلعن تلك القيادات...

المدير: يا أخي الحبيب، أنت لا تسمع أيضاً أنهم يترحمون على القيادات الفاسدة التي سبقتنا، فهم يترحمون عليهم، بل ووصل الأمر بهم أنهم يترحمون على الإحتلال الذي احتل البلاد...

فالشعب سوف يترحم علينا حينما نغادر السلطة، وهكذا القادمون الجدد سيكون أقلهم فساداً أشد منا!

ألا تسمع إلى جرس التليفون، يا مدير مكتبي الغالي، لو سمحت رد على المكالمة...

مدير المكتب: نعم، من معي؟

المتصل : أنا مدير مكتب الرئيس ، نبلغكم بزيارة الرئيس بعد ثلاثة أيام...

مدير المكتب: أهلاً وسهلاً بكم...

مدير مكتب الرئيس: وأين المدير؟

مدير المكتب: موجود، تفضل هو يسمعك الآن.

المدير : أهلاً بكم، مدير مكتب الرئيس.

مدير مكتب الرئيس: نخبركم بزيارة الرئيس إلى مدينتكم، ونريد منكم العمل على إصلاح التعليم والكهرباء والمياه والإنارة للشوارع خاصة الرئيسية، خلال هذه الفترة، وبعدها بثلاثة أيام ستكون الزيارة... ولا ننسى جمع الشخصيات الاجتماعية وغيرها من فئات المجتمع المدني ، وهذا شغلكم لا نريد أنتم أعلم به...

المدير: نحن مستعدون لتقديم مالدينا...

بس تعرف يا مدير مكتب الرئيس، إنها تكاليف مالية باهظة.

مدير مكتب الرئيس: نعم، الرئيس مطلع على هذا كله، وهي زيارة لفترة محدودة، وأيضاً ممكن تستقبلون اللجنة غداً التي لديها المبالغ المالية للحاضرين في القاعة ...

المدير: علم، وبلغ تحياتي للأخ الرئيس، يغلق المكالمة.

ثم يقول : الآن أخبر مدراء العموم بزيارة الرئيس، حتى يستعد الكل، وأخبر المختصين بجمع الشخصيات الاجتماعية، والمجتمع المدني الذي يمثلنا، ويضحك الجميع...

مدير المكتب: آه آه ، لقد ضحكت كثيراً ، يامدير.

إذًا الأمر سهل، يامدير ما هي إلا فترة بسيطة ، ومن خلالها سيتم معاودة العمل...

•••••••••••••••••••

وصل الرئيس وتم استقباله في أكبر قاعة للمؤتمرات والندوات، وكانت الصحافة والإعلام، يسألون الرئيس، وكانت أغلب الأسئلة عن الخدمات...

وكان الرئيس يرد بقوله: نحن نعمل على تلبية احتياجات المواطنين، وسمعنا خلال هذه الفترة أن الماء والكهرباء في المدينة ووبعض الخدمات تحسنت، ونحن نعمل على تحقيق أفضل الخدمات والرفاهية للمجتمع...

انتهت الزيارة....