آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-09:49م

بين الإيمان والأسباب

الثلاثاء - 18 فبراير 2025 - الساعة 08:15 ص
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب



سبحان من بيده الملك وله الأمر وإليه المرجع شرع لعباده العمل بالأسباب وجعل الإيمان أهم سبب في وصول الخير وإذا فُقِدَ الإيمان اتقطع عن العبد سبب الخير في سورة الكهف عدة قصص تردد الأمر فيها بين الإيمان والأسباب اجتماعا وافتراقا وقوة وضعفا فكانت الغلبة دائما مع الإيمان والخسارة والخذلان مع فقده فأصحاب الكهف خرجوا من قومهم وأووا إلى الكهف لينجوا بأنفسهم ودينهم متكلين على الله ومعتمدين عليه أن يحعل لهم فرجا ومخرجا كما قال الله عنهم " فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا " فالسبب المادي كان ضعيفا والنجاة ضئيلة حيث من الممكن ألا يستطيعوا المكوث مدة طويلة حتى يطلع الناس عليهم أو يكون قد نفد ما بأيديهم فيهلكوا فجعلهم الله معجزة وذلل لهم الأسباب فجرت المعجزة مخالفة للسنن المعهودة في نظام الكون فعاشوا المدة المذكورة رقود دون الحاجة إلى طعام أو شراب أو حراسة وكانت الرعاية الربانية تقلبهم حفاظا على أبدانهم من التلف قال الله عنهم " وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال " أرأيت كيف أن الشمس صارت تحنو عليهم وتعتني بشأنهم كأنهم أم مشفقة ! كما قال صفي الدين الحلي يصف الشمس وقد مدت أشعتها على حديقة :

والشمس تنظر من خلال فروعاها * نحو الحدائق نظرة الغيران

" وهم في فجوة منه ذلك من آيات من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا * ونقلبهم ذات اليمين وذات... إلى قوله تعالى " لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا " والخوف منهم أحد الأسباب المعنوية التي كانت تحرسهم وتدافع عنهم فصار كل شيء يجري في خدمتهم ويدل كما قلنا في البداية أن الإيمان هو سبب لجلب كل خير ومنفعة لإنه يصل المؤمن بالله وما بعد الله من غاية !

وإذا العناية راقبتك عيونها * نم فالمخاوف كلهن أمان