دعوة المظلوم

من رحمة الله بعباده أن جعل العدل اسما من اسمائه وصفة من صفاته وتنزه عن الظلم فقال مخبرا عن نفسه سبحانه كما ورد في الحديث القدسي : "ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي " وجعل الظلم بين العباد محرما ولم يرضه حتى مع الكافر فقال " وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا "وهذا تحريم للتعامل بالظلم على أي وجه كان بل إن الشرع نهى عن ظلم الإنسان نفسه فحرم عليه قتل نفسه أو تعذيبها أو تعريضها للهلاك وفي المقابل أمر المسلم أن يؤدي حق النفس وحق الأهل فقال صلى الله عليه وسلم " إن لنفسك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا فأعطِ كل ذي حق حقه " وقال مخاطبا المسلمين عموما في حجة الوداع وآمرا لهم بأن يبلغوا ما سمعوه عنه " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت " فيقول المسلمون نعم فيقول صلى الله عليه وسلم: " اللهم فاشهد " فهذه أدلة صريحة واضحة كافية في تحريم الظلم بكل أنواعه في كل زمان ومكان وعلى وجوب العدل وعدم التعرض لحقوق المسلمين تلك النصوص على ما فيها من قوة الحجة في الزجر عن الظلم تتطلب أن يخرج بها المسئول من داعية هواه وملذاته وراحة نفسه لكنها خيار أفضل لولاة الأمر الذي يديرون شئوون البلد من الداخل أو الخارج فاخرجوا مما أنتم فيه وانقذوا الشعب من أزمته الاقتصادية الكارثية ولو بتحقيق الحد الأدنى واسعوا في إصلاح فساد الدولة وما فسد من حياة المواطن وضعوا للأزمة حدا تقف عنده وامنعوا الانهيار الذي يتزايد بصورة مذهلة أخافت المواطن وأقلقت أمنه وزعزت استقراره وأذهبت سكينته وجعلته كل يوم يتوقع المزيد من الألآم والمتاعب التي تعود عليها طيلة السنين الماضية ووصلت اليوم ذروتها بانهيار متسارع للعملة تزامن مع دخول العام الميلادي الجديد 2025 م وانطفاء كلي للكهرباء في محافظة عدن والمحافطات المجاورة لها يضاف ذلك إلى أن رمضان على الأبواب فافرحوا المواطن مع قدوم شهر رمضان بشيء تخففون به معاناته فإن تماديتم في الظلم فإن السنن ستأخذ مجراها في معاقبة الظلمة والانتصار للمظلومين الذي هم شعب بأكمله والذين بقدر ما ينزل بهم من البلاء يرفعون من الدعاء إلى الله والله سميع قريب مجيب فاحذروا من وقوع دعوات المظلومين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " واتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب "

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا

فالظلم عقباه يأتيك بالندم

تنام عيناك والمظلوم منتبها

يدعو عليك وعين الله لم تنم