توقفوا عن الشكوى من الحياة وستتغير حياتكم إلى الأفضل. من باب المجاملة أو المسايرة، نميل أحيانًا إلى الشكوى. مثلًا، حين نقول: "اليوم اشتريت بترولًا وكان غاليًا جدًا، وذهبت لشراء خضروات وكانت أسعارها مرتفعة". هذا هو الواقع بالفعل، لكن حين تشكو، فإنك ترسل رسائل ترتد إليك بنفس الشكوى وتستمر معك بنفس التوصيف.
الله تبارك وتعالى يقول: "وفي السماء رزقكم وما توعدون، فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون" (الذاريات: 22-23). عندما تسأل شخصًا كيف أموره، قد يجيبك: "غلاء وبلاء، ولا نستطيع تحمل هذه الحياة الصعبة". هنا، حياته ستكون مثلما ينطق.
وعندما تسأل شخصًا آخر عن أحواله، قد يجيبك: "الحمد لله على نعمة الله". في الواقع، الله يعلم بحاله لكنه لا يشكو، بل يحمد الله على كل حال ولديه قناعة بآلاء ربه عليه. فتكون حياته مثلما ينطق. القدر موكل بالمنطق، كما قال تعالى: "مثل ما أنكم تنطقون" .
أوقفوا الشكوى والتذمر مهما كانت الحياة صعبة. يكفيك أن تقول: "حسبي الله ونعم الوكيل" و"أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد". يكفي أن تقول رسائل إيجابية لأنه "إليه يصعد الكلم الطيب" .
أين رزقك؟ في السماء، والكلم الطيب يصعد إلى السماء ويفتح لك بوابات الوفرة وستأتيك. أما إذا اشتكيت، فإن كلمتك تكون "مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" (إبراهيم: 26). لا تطلع، بل تجتث.
دائمًا اجعل لسانك يلهج بالكلام الطيب ليعود إليك. حين تردد الكلم الطيب، رده بقناعة وبمشاعر الصدق مع الله، فيرتد إليك عطاءً طيبًا. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نصح الرجل فقال: "اجعل لسانك رطبًا بذكر الله" .