تابعت ذلك الجدل حول ماحدث في 11 فبراير 2011م والذي يتكرر كل عام عن أن تلك الذكرى هل هي ذكرى ثورة أم نثرة أو كارثة ولم اكن احب اتطرق لذلك لكن هناك من طلب مني ان اتطرق لها وها انا ادلي بدلوي عن هذا الحدث بهذا المقال .
ثورة على ماذا ؟
على الحرية والمساواة والحياة السياسية الديمقراطية التي كنا نعيشها .
وهذه نتيجتها تكميم الافواه وعصابات تحكمنا بالحديد والنار هنا وهناك ، باسم الحق الإلهي والعصبية الطائفية والمناطقية وغيرها من العصبات المقيته.
ثورة على ماذا ؟
على الخدمات التي كانت متوفرة من كهرباء ماء .. وغيرها وبسعر شبه مجاني .
أصبحنا بعدها بلا كهرباء وبلا ماء وكل الخدمات التي كانت تقدمها الدولة اختفت
ثورة على ماذا ؟
على التنمية التي كانت في كل المجالات في التعليم والصحة والطرقات ووو الخ حيث كنا نعيش في ظل دولة نبي مدرسة ونصف مدرسة كل يوم وتعبد الطرقات وتبني الجامعات والمستشفيات ووو الخ .
اليوم اختفى كل شيء لم نعد نبني شيء بل أصبحنا ندمر ما تم بناءه يوم كنا دولة ، حتى الحفر على الطرقات لا تجد من يردمها .
ثورة من اجل ماذا ؟
من أجل رفع مستوى دخل المواطن.. من كان لديهم دخل يكفيهم ليعيشوا ويعلموا اولادهم اليوم اصبحوا بلا دخل .
ثورة من اجل ماذا ؟
من اجل مكافحة البطالة وإيجاد عمل لخريجي الجامعات الجدد الذين كانوا اربعين الف خلال اكثر من خمس سنوات !!
الان خريجي الجامعات الجدد والذين تخرجوا من الجامعات منذ أكثر من ثلاثين عام كلهم بطالة وعددهم يفوق المليون .
ثورة على ماذا ؟
على حريات ،الرأي السياسي والذي لم يكن هناك معتقل سياسي واحد .!!
الان السجون مليئة بالآلاف من المعتقلين الذي يعبرون عن آرائهم السياسية في شبكات التواصل الاجتماعي ، وفي المجالس وفي الطرقات وهناك المئات من المخفيين قسرا منذ سنوات .
ثورة من أجل ماذا وعلى ماذا ؟
سنظل نطرح هذا التساؤل الف مرة لعلنا نجد شيء سيء قامت عليه هذه الثورة وإزالته ولن نجد شيء.
نعم انها ثورة ونثره وكارثه
ثورة لانها أحدث تغيير جذري في كل شىء لكن إلى الأسوء .!!!
وكارثة لأنها دمرت كل شيء جميل .
ونثرة لأنها نثرت الوطن الواحد ومزقته اربا وشردت ابنائه شرقا وغربا.
الان لم يعد هناك أي شيء حسنا أو جميل داخل البلد كل شيء كان حسنا أصبح سيء وكل شيء كان جميلا اصبح قبيحا في كل شيء في الأخلاق في العلاقات الاجتماعية في التعاون بين الناس في الإخاء في المحبة في كل شيء بلا استثناء .
كل ذلك بفضل تلك الثورة واولئك الثوار
رحم الله الاستاذ
عبد الله البردوني
الذي عبر عن هذه الثورة بقصيدته الرائعة ( ثوار والذين كانوا) والتي تحكي عن هذه الثورة رغم انها كتبت في مطلع تسعينات القرن الماضي اي قبل عشرين عام
اقتطع منها الابيات التاليه:
أحين أنْضَجَ هذا العصرُ أَعْصارا
قُدْتُمْ إليه عن الثُوّار (أثْوارا)!
كيف انتخبتم لهُ – إن رام – تنقيهٌ
مَنْ كان يحتاج حَرّاثاً وجزّارا!
أُبغيةُ الشعب في التغيير أن تضعوا
مكان أعلى رؤوس العصر أحجارا!
هل اتّفقتم تجيئون الشعوب معاً
تُزعِّمون عليها الكلبَ والفارا؟
على لحاكمْ يبول العارُ مبتهجاً
إذ عاش حتى رأى مَنْ يعشق العاراهل تلك ثورة تحتاج ثوارا ..!!!؟