إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يخص تهجير أصحاب الأرض لهو قرار ينم عن مدى العنصرية التي يتصف بها ترامب لليهود ويكشف عن مدى عدائيتة للاسلام والعروبة واستخفافه بمصير أمة هي صاحبة الأرض وهم سكان فلسطين منذ أزمنة سحيقة توارثوا الأرض والمواطنة فيها جيلا بعد جيل.
ومثل ذلك القرار ليس بمستغرب من شخص تتصف شخصيته بالاضطراب وعدم المنطقية في اتخاذ القرارات وأصدر الأوامر والتوجيهات وتكشف بما لا يترك مجال للتردد عن الحكم عن مثل تلك الشخصية بالغرور والعنهجية المفرطة والتعالي والرؤية الضيقة للامور التي تقود الأحداث لزاوية ضيقة تجعلها تسير نحو الانحدار والتردي والتعقيد.
فماذا يتوقع ترامب من الفلسطينيين ؟ أن تنفرج أساريرهم بالوعد عن وطن في الشتات كما يزعم يلبي لهم كل الأحتياجات ويؤمن لهم الاستقرار والرفاهية حسب زعمه .. لا ينتظر ترامب مثل هذا الرد وهو يعلم أن الوطن عند الفلسطينيين ليس جدران يتوارون خلفها بل هو جذورهم وتاريخهم ولو ظلوا في العراء وتحت وقع الصواريخ وازيز الطائرات وذوي المدافع فيكفي أن تظلهم الزرقاء التي أظلت الاسلاف وتقلهم الغبراء التي حملت الأجداد ورسموا عليها تاريخهم وسطروا مستقبلهم
وماذا كان يتوقع من العرب شعوب وقادة رغم خطابه العنجهي الذي ابتدره بذكر المساعدات والدعم إلى بعض الأنظمة العربية ؟!!! ان تجيبه لمطلبه.. لبيك ترامب.؛ رغم خنوع بعض الأنظمة واستسلامها للقرارات الأمريكية وضعفها الصادر من خوفها من منع الدعم لها وتأخير ردودها وانتظار بعضها للأخر في اتخاذ القرار كما كان حال ملك الأردن الملك عبدالله الثاني وتسويفه بالرد المباشر عن رغبة ترامب التهكمية لحقوق الشعب العربي الفلسطيني إلا أن قبول مثل ذلك التهكم أمر مستبعد ومستحيل هكذا كان الرد العربي و الاسلامي واضحا في حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم على أرضهم ولن تتوانى الدول العربية في تقديم ما استطاعت من المساعدة للفلسطينيين في ظل سيادتهم على أرضهم وحقهم في تقرير المصير وبقاء دولة فلسطين حق لن يمس يسعى الفلسطينين لتحقيقه على ارضهم
وكان رد المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس عن تهديد ترامب باستخدام القوة المفرطة والتنكيل و تلويحه بانتهاك القوانين والمواثيق الدولية ضد أبناء فلسطين بابادتهم في عدوان يستبيح كل شيئ الأرض والأنسان كان رد المقاومة ناري محرق لكبرياء ترامب وهلوسته وهوسه و حالة الهذيان التي وصل إليها .. الشعب الذي عانى السنوات الطوال وقدم التضحيات الجسام وابلى البلاء الحسن وسطر أنموذج في الصبر والمقاومة ضد كل العدوان اليهودي والقهر الصهيوني المدعوم بالتواطؤ العالمي للصهيونية في امريكا والغرب والتخاذل من بعض الأنظمة العربية لن يردعه كل ذلك عن المقاومة التي قهرت كل الآلة العسكرية الصهيونية وارغمتها بعد اكثر من خمسة عشر شهرا للجلوس على مائدة التفاوض مع الفلسطينيين.
إن الهلوسة التي انتابت ترامب في اتخاذه مثل هكذا قرار تشعل الأوضاع وتثير القلق وتعيد الأمور إلى مربع ما قبل التفاوض وتشعل فتيل الحرب تؤجج الفتن في المنطقة العربية والشرق الأوسط برمتها في ظل دعوته العوراء إلى اقحام الأردن ومصر و السعودية في قرار هلوسته وهذيانه.
لن يكون للفلسطينيين وطن غير فلسطين قبل حدود١٩٤٨م وعاصمتها القدس إن اراد ترامب والصهيونية سلام في المنطقة كما يزعم أما العنجهية والعنف والقرارات المبتورة والهوجاء لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف والدمار.
عصام مريسي