آخر تحديث :الإثنين-24 فبراير 2025-12:52ص

لا حياة مع الجمر

الخميس - 13 فبراير 2025 - الساعة 08:55 ص
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


يعتبر الجمر بحرارته القوية والتي تجعل من يصاحبه يغلي حتى تنتهي روح الحياة منه.!

ونحن كشعب يعيش مع الجمر، عاصر قيادات كانت ولا زالت تتحكم في مصير هذا الشعب الذي انهكته بوجودها على مفاصل الدولة من أيام قد خلت إلى الآن...

لكن كانت القيادة التي سبقت من قبل أخف وزناً وأكثر كفاءة على الرغم من العيوب التي فيها، وكنا ننتقدها في إدارتها للبلاد، ويعيش الشعب آنذاك تحت حكم وسلطة واحدة ورئيس واحد وبنك وجيش واحد، لكن اليوم أصبح المواطن لايعرف إلى من ينتمي في وطنه حيث الحدود المنتشرة والكثيرة التي ترسمها سلطات الأمر الواقع، وكأنها جمر تحرق المواطن تحت مبررات واهية وزعامات فارغة تحرك جيوشها في إستثمار الجمر الذي تكوي به العباد والبلاد، فكان الرماد...!!!

وهذا الرماد لايصلح كتربة زراعية ولا يمكن أن يستفاد منه! ويظهر هذا في كثرت إنتشار المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات الخاصة والعيادات والمستوصفات، وكثرت البنوك التجارية الجديدة وشركات الصرافة ووكالات الصرافة، وكثرت القيادات والمناصب العليا وكثرت الأسواق المالية والأسواق التجارية وكثرت المزارع وكثر الصيادين بالجمعيات السمكية، كما كثرت الرتب العسكرية التي كان يصعب عليك أن تصل إليها إلا بشق الأنفس...

وكثرت الشهادات التقديرية، دون إنجاز عمل...

فصارت تلك المؤسسات جمر يزيد من معاناة الشعب...

فقد كانت تلك المؤسسات في الأيام التي خلت وعلى شحت وجودها لها مخرجات ذات كفاءة عالية الجودة، على عكس مخرجاتها اليوم...

وأصبح المواطن في وطنه على أحر من الجمر بحرارته المرتفعه ممايعيشه من غلاء الأسعار والضغوط اليومية التي يعاني منها المواطن بتصرفات تلك السلطات التي يمتلئ بها الوطن، وتعتبر كثرت تلك المؤسسات في البلدان الأخرى لها أهمية بالغة حيث تقوم بخدمة الشعب، فكثرتها لها فائدة كبيرة يحصل عليها المواطن، لكنها في بلدي أصبحت كالجمرة الملتهبة على الشعب تحرقه وتشويه، فأصبح أغلب الشعب كأنهم فحم الخشب الأسود لا حياة فيه!

حيث تساهم في زيادة المعاناة ، بدل أن تقوم بتطوير الفرد أو تسهم في إرتفاع الدخل القومي، أو تحقيق أفضل النتائج في خدمة وتطور البلاد والعباد.