من أجل تحقيق أفضل الرفاهية والراحة التامة للزعيم ـ وقد كثروا الزعماء في وطني ـ لابد من حمل السلاح وهلاك بعضنا البعض، ومن أجله لابد من وجود كراهية شديدة الخطورة فيما بيننا حتى ينعم بالأمان والطمأنينة أننا لن ولم نتنازل حتى يأمرنا...، ومن أجله لابد من التقسيم المناطقي والمذهبي وإشعال نار الفتنة المناطقية والمذهبية على أكبر نطاق ... فهل رأينا الزعيم وأبنائه يتقدمون الى الموت من أجل تلك الفتن التي أشعلوها؟! أو أصابهم منها ما أصاب الشعب من التشرد والمجاعة ووو؟ أنها حقيقة مؤلمة قد نتجاوزها دوماً من أجل الزعيم... وها نحن نجني ما حصدناه من خلف الزعيم الفاسد، وباختصار شديد وللأسف إذا فتح لنا باب الإنتخاب لكنا طوابير من أجل إنتخاب الفساد الذي يحافظ على شخص الزعيم، بل وسوف نريه منا قوة التمسك به، حينما نفتح ميادين جديدة على ساحة الوطن من الاقتتال والصراع من أجل الزعيم، فقد كان الخيار لنا، لكنا حتماً قد اختارت الأغلبية الزعيم الكاذب على مدار الساعة، وتركنا الوطن الذي نسكنه على مدار الساعة والدولة التي ننشدها على مدار الساعة. فأخترنا الزعيم وتركنا الدولة والوطن! هذه حقائق...
دائماً نقف ضد أنفسنا ضد ثوابتنا الدينية والوطنية، وهذا هو حال أغلبنا، ألم تكن الميادين ممتلئة بالجماهير التي تهتف بالثورة والوطن، وهناك جماهير الأغلبية تهتف بالروح بالدم نفديك يا زعيم! فالأغلبية الساحقة في المجالس المنتخبة كانت أرقام قياسية من أجل الزعيم حتّى تعطيه الأغلبية مايريد وتفصيل الدستور على المقاس المناسب للزعيم، ونحن كشعوب نعيش اليوم الأزمات، بل نبكي ونصيح ونشاهد المجاعة لكن لا زلنا نبذل كل غالي ونفيس من أجل الزعيم، ففضلنا حياة الذل وبذلنا كل ما لدينا حتى تكون الكرامة للزعيم وحاشيته، ألم نرى اليوم أين يعيشون واين يعيش الشعب؟! والدليل وقوفنا طوابير للخبز وطوابير للبنزين والغاز المنزلي، والماء وفي المستشفيات طوابير، ومعاملاتنا في الإدارات الحكومية طوابير، وبدون كهرباء وندافع عن الزعيم أنه يفكر بنا كثير وسيأتي لنا بالطاقة الكهربائية ، لكنه يأتي لنا ببطاقة جمركية... لكننا نشاهد الكثير من الطوابير بمحلات الطاقة الشمسية، وشوارعنا ممتلئة بمياه الصرف الصحي ولا حرج... وهذا كان خيار الشعب أو الأغلبية وقد رأينا الكثير من الجماهير يتمايلون فرحا والسعادة تغمرهم والرقصات تمتلئ بها الساحات العامة ابتهاجاً بالزعيم... ومن خلال الزعيم لايوجد قضاء ولا محاكم، وإن وجد القضاء فهو بقرار سياسي، واذا لم يلتزم القاضي لهذه المهزلة بالقضاء،،، طار القاضي إلى السماء فلم نجد له مكاناً في الأرض، فلماذا ضحى البعض بنفسه، أليس من أجل الوطن والحياة الكريمة؟ أو من أجل أن يحيا الزعيم؟!