آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-09:21م

الحسد المتطور

السبت - 01 فبراير 2025 - الساعة 07:27 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب


منذ صبيحة ال7 من أكتوبر وإعلان المقاومة الفلسطينية عن بداية معركة " طوفان الأقصى " انتقلت المعركة إلى قلوب المسلمين في كل مكان واحتلت مكانا متقدما في الوعي العربي والإسلامي وتحدثوا عنها يحللون ويعلقون يشيدون بالمقاومة وبطولاتها ويخافون على مستقبلها يفرحون لفرحها ويحزنون لحزنها ويتابعون تطورات المعركة يدعون للمقاومة في صلواتهم الجهرية ومناجاتهم السرية ويتمنون اللحظة التي تضع فيها الحرب أوزارها وقد نصر الله أهل غزة وحقق للمؤمنين وعده وأجاب الله دعاء من كان دعاه بإلحاح وحرقة حقا لقد كان حدثا كبيرا وذا شجون نشعر فيه بنعمة الله علينا ونصره لإخواننا وهاهم أهل غزة يقطفون ثمار النصر والمسلمون يشاركونهم الفرحة بل يستمتعون بالحديث عن ذكرى حرب لم تزل جراحها لم تندمل ! وكلما مر ذكره أمر يأتي في سياقه الطبيعي والأصلي لأن غزة مسلمة وأهلها مسلمون وعربية وأهلها عرب ونحن كذلك فلا غرابة أن تمتزج مشاعرنا وتختلط الآمال بالألآم ونصير أمة واحدة كما أراد الله لها وإنما الغريب أن ترى أناسا يجتهدون في حجب هذا النصر وتغطية الحقيقة وتكدير الفرحة !

لقد حسد هؤلاء المقاومة على فعلها البطولي ونصبوا لها العداء وتمادوا في الحسد حتى وصلوا إلى حسد فضل الله عليها بالإيمان والجهاد والصبر وتحمل ما تحملته في سبيل الله وجهاد أعدائه لإنها لا تملك سوى ذلك ! حتى نقول حسدوها على الملك أوالمال أو غير ذلك من متاع الدنيا، فتطور الحسد إلى هذه الحالة الذميمة التي تشبه فعل اليهود وموقفهم من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حتى عرَّض الله بذكرهم وكشف للناس أمرهم بعدما أغضبوه فقال وهو العليم سبحانه بما تكنه صدورهم " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "


.