آخر تحديث :الإثنين-24 فبراير 2025-12:17ص

في زمن اللصوص ـ تغلق المدارس أبوابها!

الخميس - 30 يناير 2025 - الساعة 12:56 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



بالتمادي يصبح اللص في أوروبا مديراً للنوادي،

وفي أمريكا زعيماً للعصابات وأوكار الفساد،

وفي أوطاني التي من شرعها قطع الأيادي،

يصبح اللص زعيماً للبلادي!

[أحمد مطر]

يعتبر اللص الإنسان الشاذ الخارج عن القيم الإنسانية، فهو منعدم الضمير، خالي من الأعراف والتقاليد ، ولا يخضع إلا لسارق مثله، فهو يخاف من اللصوص أمثاله ؛ لأنهم الوحيدون على إلحاق الضرر به، فهم يمارسون عملهم بميدان واحد، فالمصالح مشتركة فيما بينهما ، فقد رأينا الاعتداءات التي تقع بينهما بقصد أو بغير قصد وهم يمارسون اللصوصية أو أحد الزبانية...، ثم يتبين أنه لص مثلهم، ولا يتحاكمون إلى السلطات القضائية في حال وجود النزاع، بل يتم تسوية النزاع بتعويض الضرر...

واللص عندما يصبح زعيماً للبلاد يسخر كل أجهزة الدولة الأمنية والمالية والسياسية ليس من أجل المواطن والوطن، بل من أجل تحقيق أهدافه المرجوة من جمع أكثر قدر ممكن من الأموال ، وهذا ما ابتلاء به الشعب في بلادنا على فترات مختلفه... لكن في بعض المراحل حتى وإن أتهمت بالنهب لكل مقدرات الدولة، إلا نها حافظة ولو بشكل يسير يغطي عوارتها، لكن هذه المرة لم تجد السلطات الحاكمة ما تغطي به عوراتها، فقد انسلخ منها كل شيء حتى لم تجد ما تضعه على عوراتها، فنحن اليوم نرى المدارس تغلق أبوابها لفصول وليست لأيام فحسب، بل شهور ، ولم نرى من الحكام الإعتذار للشعب وللجيل، نعم، إن (فاقد الشيء لا يعطيه) فهل تعرف مدينة ـ عدن ـ على سبيل المثال، مايحدث اليوم للمدارس فيها، وقد كانت نجمة في سماء الوطن العربي في التعليم...؟!

فلم تغلق المدارس أبوابها عبر التأريخ، إلا في حكم اللصوص، فهم لا يعرفون العلم وليست لهم صلة به، وبقاء الجهل والجهلة يوفر لهم الكثير، بل وتتسع الأرضية لهم لممارسة أعمالهم الخارجة عن العلم والمعرفة والقانون...

فالصوص لايعيشون في أجواء الأمن والاستقرار والتعليم، بل يعيشون في الفوضى والجهل الذي ينتج أجيال جاهلة لا دراية لها بشئ غير ما أملي لها من تلك اللصوص حتى يتحقق لها ماتريد من سرق كل ما يقع تحت يدها.

فكيف يأمن الشعب على مصالحه وهي تقع تحت حكم اللصوص؟

فهل علمنا من التأريخ إن اللصوص بنوا دولة، أو انجزوا خدمة ؟

بالطبع لا!

فكل مايقع تحت سلطته أو يراه بعينه أو تحدثه به نفسه أو يخطر على باله ، فيسخر لها قدرات الدولة فيأخذ مايريد جهاراً نهاراً.

وهذه مشكلتنا التي ترافقنا حينما نجعل من اللصوص زعماء، ونملكهم رقابنا، فلا يمكن أن نرجوا منهم خدمة أو إنجاز مشاريع خدمية في المستقبل، فهم لا يحسنون العمل من أجل الإصلاح الاقتصادي والسياسي، ولا دراية لهم في وقف الإنهيار المالي الذي ينهار يومياً...؛ لأنهم لا يعلمون إن السبب الرئيسي وراء كل ما يحدث من خراب على كافة الأصعدة، سببه (اللصوص) والمشكلة الكبرى أن اللص ... زعيماً للبلادي ...