آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-09:58م

من أرشيف الذاكرة 2

السبت - 18 يناير 2025 - الساعة 10:07 ص
د. عوض احمد العلقمي

بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


وفي صباح اليوم التالي انطلقت إلى عاصمة المحافظة ، وجلست مع مدير مكتب التربية والتعليم ، وبعد جلسة مطولة ، تفهم الأمر ، واقتنع بإعادة المعلم إلى وضعه السابق ، مدير للمدرسة ، وبقيت أدعمه وأتعهده وأحفزه ، فضلا عن أنني أحد المعلمين في مدرسته ، وتحت امرته وإدارته ...

   وفي أحد الأيام جاءني أحد الزملاء يبلغني أن المدير قد حبسه مدير شرطة البلدة ، ذهبت مسرعا إلى مركز الشرطة ، وكان المدير من أهلي ، ويكن لي كثيرا من الاحترام ، سألته ، لماذا حبست مدير المدرسة يافندم ؟ لم يجب على سؤالي ، لكنه أمسك بيدي ، واصطحبني إلى مقهى قريب ، طلب من النادل كأسين من الشاي الملبن ، وفي أثناء احتسائنا الشاي قال : هل رأيت ذلك المخزن الكبير الذي في مدرستكم ؟ قلت : هل تقصد ذلك المخزن المملوء بأنابيب مشروع مياه البلدة ؟ قال : أجل هو ذاك ، قلت : وماشأن ذلك بحبس المدير ؟ قال : لقد قام المدير بتحميل تلك الأنابيب ليلا إلى سوق البلدة المجاورة خلسة ، ثم باعها وتصرف بثمنها دون خجل من المواطن أو خوف من القانون ، وفي صباح هذا اليوم قدمت اللجنة الأهلية المكلفة بإنجاز مشروع مياه البلدة بلاغا بذلك ، فقمت بحبسه ، ثم سأقوم بإحالته إلى النيابة والقضاء لينال العقاب الرادع ...

   عند ذلك طلبت من الفندم أن يفرج عنه بضمانتي ، وسوف أقوم بإحضاره في أي وقت يريدون ذلك ، رفض الفندم طلبي ، لكنني أصررت عليه ، وقلت : لايليق بسنه ، ومكانته العلمية والاجتماعية أن يبقى في الحبس ، عند ذلك قال الفندم : أنا سوف أفرج عنه احتراما وتقديرا لشخصك يا أستاذ ، ولكن اعلم أنك ستكتوي بناره ذات يوم ، إذ سيخون عشرتك ، ويتنكر لوفائك ، فأنت يبدو أنك لاتعرفه جيدا يا أستاذ ، لكن الأيام كفيلة بأن تكشف لك كل شيء ... للحديث بقية أيها الأحبة