آخر تحديث :الإثنين-24 فبراير 2025-12:52ص

القيادة في الطائرة

الخميس - 16 يناير 2025 - الساعة 09:27 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


حين تسأل أي مواطن في العالم، عن مقر الحكم في بلاده، سيجيبك مثلا، اذا كان بريطاني: يقع مقر الحكم لبريطانيا في لندن العاصمة، وهو قصر (باكنغهام)

وكذلك المواطن الفرنسي ، سيجيبك: قصر الإليزيه، هو المقر الرسمي لرئيس جمهورية فرنسا الذي يضم مكتب رئيس الدولة ومكان اجتماع مجلس الوزراء.

وكذلك المواطن الصينيي يقول بقول كل شعوب العالم: يقع مركز الحكومة المركزية في "بكين" وهي عاصمة جمهورية الصين الشعبية.

وكذلك المواطن الروسي: هذا هو مبنى الحكم الكرملين، في العاصمة موسكو .

وكذلك المواطن الإسباني : هذا هو قصر آرانخويث الملكي، والقصر مفتوح للعامة كأحد المواقع الملكية الإسبانية.

وكذلك جميع الدول العربية والإسلامية, سيجيب كلا منهم بمثل تلك الاجابات السابقة.

أما إذا سألت المواطن في بلادي، سيجيبك وهو يشير بيده إلى السماء ، ويقول: يقع مقر الحكم والقيادة والابناء والحاشية في الطائرة! ثم يقول لك: تعال نأخذ صورة سلفي ونحن بجانب مقر الحكم في بلادنا!

فاستغربت من ذلك كثير، فقال : لا عليك، تعال وانحني إلى الأرض والطائرة في السماء ونأخذ صورة بجانب القصر الجمهوري الطائر في السماء، أنه أعجب قصر رئاسي وأعجب قيادة في العالم!!!

فتقول له: لماذا مقر الحكم في الطائرة؟ ونحن نشاهد التليفزيون الرسمي يقر الموازنة العامة للدولة ، والمشاريع ووو.

فيقول لك المواطن: نعم، فمكانها الطائرة! حتى يتم تنفيذ ما سمعته في الخارج!

هل شاهدت الأمم مثل هذا القصر الرئاسي الطائر في السماء ؟

بالطبع لا لا... ولو كان القصر في الارض، ما كانت الرواتب ممنوعة من الصرف، والضمير غائب عند من يمثلونهم في الأرض ، ألم يكن الماء والكهرباء فعل ماض؟ والعملة في خبر كان.

لقد عرفت البشرية عملاء وإذلال وهوان لكثير من القادة الذين باعوا شعوبهم أوطانهم، لكنهم كانوا يجلسون على كراسي العمالة والخزي في بلادهم، ويذرون الرماد في العيون ؛ لأنهم كانوا يخشون ولو بشئ بسيط ، أو يحافظ أحدهم على ماء وجه أمام شعبه.

لكن نحن اليوم في بلادنا لدينا رخص القيادة ليس برخص التراب كما كان يقال، وليس برخص الروث؛ لأن الروث يستنفع منه للزراعة، ولكن عندنا رخص لم يصل إليه أحد ولن نستطيع مقارنته بأدنى شئ...

فكيف اليوم تقوم المظاهرات والمناشدات والمناقشات والاحتجاجات ، كي تطلب من يجلس بمقاعد الطائرة ، فهو لايرى ولا يسمع إلا ما أُشرب...

فالأولى بالشعب أن يبحث عن مقر الرئاسة، ثم يحتج ويقدم مطالبه...

أو على الجماهير الذهاب الى المطار والانتظار حتى تصل الطائرة، وعليهم أن يبعثوا سفراء لجميع المطارات المحلية والدولية حتى تسلم مطالب الشعب للقيادة، فهي"القيادة" لا زالت في الطائرة تعيش أجواء المرح والترفيه بما تقدمه لهم المضيفات من أجود أنواع الشوكلاته والأطعمة اللذيذة والرائعة والعصائر الطبيعية...

*ويا طائرة طيري على من يسكن هنا،،، جوعى ومرضى قد دفعوا الثمن،،، ويا طائرة لا تخجلي فها هنا بندر عدن!*...