آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-10:03م

وهل يجدي الحنين لمن عبست وتولت

السبت - 11 يناير 2025 - الساعة 12:29 م
موفق السلمي

بقلم: موفق السلمي
- ارشيف الكاتب


كانت ولم تزل أجمل الصدف التي عثرت عليها، لقد تعلقت بها ، أحببتها حبا أبديا، ولن أنساها ماحييتُ، وهل مثلها يُنسى ، هآنذا أبكي على بقايا ذكريات تقاسمناها ، والبكاء على الأطلال سَجيّة ورثتها كابرا عن كابر ، ففي توضح والمقرأة عند منقطع رمل الدخول فحومل، وبرقة ثهمد، وقف أجدادي باكين على أحبابهم ، ولم تستطع الريح -ولا أقوى منها وقد ترادفت جنوبا وشمالا- أن تعفوَ الرسوم وتمحو الذكريات...

ريحانة، عشقتك في أول مجيئك ، توسمت فيك الرحمة التي أنشدها في إنسانة أود أن أمكث معها، طالما ونحن من أبناء تلكم المدينة التي تعز علينا ، لم أعرف عنك تفاصيل أكثر، ولست بساذج وقد وقعت في شراكك، لا أظنك تذكرين أني عاهدتك ألا تتركيني ، فلِمَه تصدين عني؟ أتعلمين أن غيابك عني نكثا للأيمان والمواثيق التي أبرمت؟ فرفقا بي...

ريحانة ربيعٌ حل في أحشائي وجعل خلاياي تتفتح سعادة كأزهار الكرز ، وهي غيمة ظلت سمائي فهطلت ماءً فسالت أودية قلبي فكانت بقدرها، ولم يحتمل السيل زبدا رابيا، بل كل الماء مكث في الأرض، ونفع. وهي الزهرة التي فاح أريجها من رياضي المعشبة التي اكتهلت بغيثها...

أمسك هاتفي في وقت كهذا، أحن إليها كحنين ناقة ضل عنها فصيلها أو العكس ، أكتب أرسل تستلم تقرأ يطلع الفجر تشرق الشمس تغيب؛ وأنا لم أزل منتظرا الرد. يا لقساوة فتاة تعلقت بها!