آخر تحديث :الإثنين-24 فبراير 2025-12:17ص

العسكر ـ بين السندان والمطرقة

السبت - 11 يناير 2025 - الساعة 08:30 ص
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


العسكر هم أكثر المرافق العامة، انضباط ، نظام، بل ونظام صارم لمراقبة أي خلل عسكري في المعدات والافراد ، وكذا العمل الإداري الخاص بالجيش . بل وخُصص للجيش مستشفيات ومراكز طبية ممتلئة بالأجهزة الحديثة والكادر الطبي ذات الكفاءة المهنية. ويعتبر العسكري أكثر تنظيم ومتابعة لحقوقه وواجباته من قبل وزارة الدفاع ومرافقها الإدارية والاعتناء به كفرد قد يتعرض للإصابة بأمراض ، أو قد يخسر أي عضو من أعضاء جسمه ، أو قد يستشهد في التدريبات أو ميادين المعركة الحربية مع الأعداء؛ فيتم تعويضه بأسرع وقت ممكن!

لكن هذا كله يحدث في الجيوش العالمية...

ويعتبر العسكري للأسف في بلادي هو آخر ما في قائمة الدولة حتى أصبح العسكر محاربون من قياداتهم التي تمتلئ صدورهم بالنياشين والأوسمة التي تحمل شعار النضال والثورة والوطن ، لكنها أصبحت عند الشعب، إن من يحمل النياشين هو من يسرق أموال العسكر، ويأكل مخصصاتهم ، بل ووضعت تلك المؤسسات العسكرية مخصصات للجيش، وكأنه جيش مثل جيوش العالم ، حتى يتم استثمارها في جيوب الجنرالات ، الذين أصبحوا أشد من قطاع الطرق على البلاد والعباد...

وتلك المستشفيات الخاصة بالجيش أيضاً ، لايدخلها العسكر إلا بوساطة ، وأصبحت تخضع للمحسوبية، فالعسكري محروم من أغلب الحقوق حتى وصل إلى قطع أكثر من ثمانين في المئة من رواتبهم!!! أي ظلم يتعرضون له، وللأسف إن قيادة البلاد تعلم ذلك!

إن من يتصف بالمعالي ويحمل البعض شعار الرتب العسكرية على يقين ومعرفة بما يعانيه أفراد الجيش،

ممن يسرق رواتبهم في هذه الأيام؛ أيام ( الرمادة ـ المجاعة) من قيادات لاتعلم من العسكرة إلا إسمها، فهل يحق لتلك القيادات حمل وسام النضال؟

ان الوطنيين في الجيش، أصبحوا في خبر كان!

وأصبح غيرهم يمارس الزور والبهتان بالكذب والمسرحيات التي ينشأ لها سرب من الإعلاميين المرتزقة، يزينون صوره على حساب من كان تحت أشعة الشمس في أيام الصيف، يحمل روحه ليلقي بها في ميادين الوغى...

إن الأوسمة التي تدل على رمزية الوطنية ، صارت اليوم تدل على من باع الوطن.

نعم لقد أصبحت تلك القيادات أقل من النعال، فتلك النعال تخدم وتنفع صاحبها أكثر من تلك الوجوه التي أكلت الأخضر واليابس...

واليوم وبعد صبر طال انتظار الراتب بشق الأنفس الذي لايسمن ولا يغني من جوع ، تنزل تلك القيادات الجشعة، من خلال مكتب المالية للجيش والتي أصبحت بعض منها مشغولة ببناء الوحدات السكنية ذات الطابع المعماري الفريد من نوعه.

لا أعلم، هل مسرحية ازدواج الاسماء، جاءت حتى يتسنى لهم إكمال مابقي من مشاريعهم الاستثمارية...

أفلا تعلمون أيها القيادة، والتي ابتلاء بها الجيش في بلدي ، أن الراتب لايكفي مواصلات للعسكري الذاهب إلى عدن من محافظات قد تزيد أجرة المواصلات على راتبه أربع إلى ثلاث مرات غير المتطلبات الأخرى...؟

لكم الله ، يا من ضاعت رواتبكم أو اخروها عن وعدها أو اخفوها في غياهب الخزانة الخاصة، فالكل سواء من أعلى رأس الدولة إلى من نسي إن البصمة هي الحل دون دخول الناس في متاهات ومعاناة ، فوق التي يعاني منها أغلب افراد الشعب. وأصبحوا العسكر بين سندان الفساد ومطرقة الجوع....

وقد صدق الشاعر أحمد مطر حين قال:

*فوق نعلي كل أصحاب المعالي قيل لي عيب فكررت مقالي*

*قيل لي عيب وكررت مقالي* *ثم لما قيل لي عيب,تنبهت إلى سوء عباراتي*

*وخففت انفعالي,ثم قدمت اعتذاراً لنعالي*...