البقرة أبرك الأنعام ، فهي أكثر الناقة لبنا ، ومن لبنها تأتي الحقين والسمن والزبدة ، وهي قوام حياة الإنسان بالإضافة لكونها مذللة تثير الأرض ،وتسقي الحرث ؛ ولذاك سميت سورة البقرة بالبقرة، أي لما أشرنا آنفا ، لا لورود قصة البقرة الصفراء الفاقع لونها فيها كما يقول الأكثرون من العلماء ، لأن فيها قصصا وأخبارا أعظم من بقرة بني إسرائيل ولم تسمَ إلا بها .
البقرة رمزا للبركة والخير والحياة الرغدة وقد كانت رؤيا ملك مصر سبع بقرات ، وقال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ذات يوم : رأيت البارحة عجبا ! قالوا : وماذا رأيت؟ قال : رأيت بقرا تذبح! فلما كانت غزوة أحد واستشهد خيرة صحبه ، قال : "هذه رؤياي" فكانت البقرة تمثل صحابي ، وللصحابي من الفضل والبركة ما لا يقارن بغيره من سائر الناس، ولقد رضي الله عنهم جميعا.
لسورة البقرة فضلٌ على سائر القرآن كفضل البقرة على سائر الأنعام فلبنها أكثر ولها سمن وقشطة وحلاوة، وأخذها بركة ولا تقربها البطلة ، وفيها كما قيل أكثر من ألف أمر وألف نهي وهي سنام وفسطاط الكتاب.
