آخر تحديث :الإثنين-24 فبراير 2025-12:52ص

السلطة ـ يوم تكون في خبر كان!

الأربعاء - 18 ديسمبر 2024 - الساعة 02:59 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


تعتبر السلطة، شرعية تشرّعة القوانين واللوائح المنظمة لسير العمل في مختلف المجالات التي تديرها، وهي أيضاً معترف بها دولياً وتعتمد بروتوكولاتها التي تمت فيها الاتفاقيات الدولية، وهي ضمان للحقوق المختلفة لمن يستثمر في البلاد التي تحكمها، وتستطيع عقد اتفاقيات في التعاون مع جميع الدول والبنوك والشركات والجامعات والمعاهد في الدول القريبة والبعيدة، من أجل تحسين مستوى الخدمات لمجتمعها.

لكن نحن نتساءل عن السلطة التي تتحكم بنا ، هل أعضاءها يعلمون لماذا وجدوا فيها ؟ أم أنها شرعية عبارة عن لبس الملابس الرسمية والتصوير والحضور في مقر السلطة والحضور في المؤتمرات والندوات والدورات المحلية الفارغة والدولية (الشكلية إلا موضوعية) وكأن السلطة أعطاهم إياها أجدادهم ...

حتى وإن سلمنا الأمر بذلك ، هل تعرفون سبب وجودكم في السلطة؟ فقد كانت عائلات حاكمة، لكنها عرفت ووجودها في السلطة ، وعملت من أجل تحقيق أقصى ما لديها في بناء أوطانها، فلم تجعل ممتلكات الدولة تحت أياديهم، وهم عائلات حاكمة،فلم تخسر السلطة لمثل ما يحدث عندنا!

فهل تساءلتم يوماً من الأيام بهذا السؤال يا سلطتنا الموقرة؟

نعم، أنكم تعرفون هذا ، ولكنكم تطاولتم، بل وجنّدتوا كل ذلك في خدمتكم الشخصية؟

كونوا على ثقة بأن المُلك لن يدوم لكم... فقد جلس من كان قبلكم ، ولكن [تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن] وبين لحظة وأخرى تكونوا في خبر كان.

يا قيادتنا : أنتم المسؤولون قبل غيركم عن آلام شعبكم، عن أهلكم، عن أعراض كثيرة انتهكت بطرق شتى، وهناك كثير من الرجال والنساء الموظفين في مكاتب الدولة ابكيتموهم ، أمام تلك المعاناة التي أتت من ممارستكم للسلطة بشكل لم تعرفه البلاد من قبل.

*فهل يوجد عندكم ضمير متصل مبني على فتح الواقع ؟* حتى يتوحد صفكم، وتقفون موقف قوي لرفع المعاناة التي يعيشها الشعب.

يا قيادة الشرعية، بكل ألوانها، إن القوة التي بين أيديكم والجيوش التي تحت رعايتكم إنما هي بين قدر من أقدار الله لا بقدرتكم، فوظفوها لما جُعِلَت من أجله، هذه القوة والجيوش لحماية المستضعّفين في البلاد، ولرفع الظلم عن المظلومين ولو كانوا مخالفين لكم في الإتجاه السياسي، وارفعوا أيديكم عن الجبايات، وأوصلوها إلى مشارعها التي تعود بدعم العملة المحلية في الأسواق.

يا حكام العرب: اغتنموا هذه النعمة نعمة أن ترون غيركم يرحل مع العار والخزي....

ماذا تنتظرون حتى تأخذكم دعوة المظلومين والمقهورين.

حتى لا يكون بقاكم في السلطة اليوم، غداً حسرة وندامة عليكم.