أهداني الزميل الإعلامي المتميز، *بسام الحروري*، ديوان أشعاره الأول الموسوم بـ "على مدى شامة من الآن". يعد هذا الديوان أحد إصدارات مطابع اتحاد أدباء وكتاب الجنوب، ويحتوي على مجموعة قصائد وأشعار من إبداع الموهوب الحروري، التي تناولت قضايا وطنه وأزماته وتناقضاته المختلفة
يركز بسام الحروري في قصائده على هموم وشجون الوطن وينطلق بدايةعلى موطنه الأول، قريته الصغيرة الحبيبة، كما يتجلى في قصيدته "صلوات حرورية":
اسميتك الحرور ،يااخرالصلوات في شفة القدر ،ياطرقاكتجاعيد وجه ام
لا تكف عن صلواتها
ياهمس المرايا والشجر
يا وطنا يبحث عن نفسه
بين جوازات السفر ويولد
من محاجر النجوم
يسافر في المطر
ياحرور يا قدري الحزين
يا عشقي المعقود بالونتين
باوجع أغنية ٠٠تحت الضوء من وتر
ياسفرنا الموشوم من دم السلالات البهية
في ديوانه، يسترسل الحروري في وصف قريته الحبيبة، ويستخدم تشبيهات بديعة، مثل تشبيه الصحراء بحديقة الورد، والحبيبة بالأسطورة "سلمى"، الفتاة التي تاهت وحكيت عنها الأساطير بعد أن وُجدت يحرسها ثعلب ولها نسب هاشمي.
التجوال في ديوان بسام الحروري هو تجوال في حديقة غناء مليئة بالأشجار والأزهار والثمار والجمال. قصائد مفعمة بالحب والتجديد والحداثة وروعة التعابير والصور والمضامين الوطنية والإنسانية. تتنوع عناوين القصائد لتشمل موضوعات متعددة، مثل "المجند الدهشة" و"توحد فلسطين"، حيث يبحر في مدن فلسطين قائلاً:
احبك حتى التعب ايا مقدس الحب حين اغترب ،احبك يافا احبك عكا احبك حيفا ،احبك مأوى الخليل
وغزة بيسان النقب
الديوان مليء بالقصائد الشعرية المشحونة بالرؤى والعواطف، والتي تعبر عن إحساس الشاعر العميق. تعكس مفردات الديوان قدرات أدبية عالية المستوى، تظهر مدى تمكن بسام الحروري من صياغة الكلمة وتوظيفها في التعبير عن معاني ومشاعر عميقة.
بسام محمد مهدي الحروري هو شاعر مرهف المشاعر، من مواليد قرية الحرور الواقعة إلى الغرب من مدينة جعار، حاضرة مديرية خنفر وعاصمتها الحضرية في محافظة أبين. حاصل على بكالوريوس صحافة وإعلام شعبة إذاعة وتلفزيون من كلية الآداب بجامعة عدن. كما حصل على الجائزة الدولية في مجال الشعر والقصة في المملكة المغربية، والمركز الثاني في أسبوع الطالب الجامعي بجامعة عدن في مجال الشعر، والمركز الأول في مسابقة الشعر على مستوى كلية الآداب لعام 2007، والمركز الأول في مسابقة رئيس الجمهورية على مستوى محافظتي عدن وأبين في مجال الشعر.