تُعدّ الفصائل العسكرية والمليشيات العربية إحدى أبرز الظواهر السياسية والاجتماعية في العديد من دول العالم العربي. وقد ارتبطت نشأتها بمجموعة من العوامل، من أبرزها الصراعات الداخلية، التدخلات الخارجية، وتدهور دور الدولة المركزية. وتختلف هذه المليشيات في أهدافها، أيديولوجياتها، وتحالفاتها، لكنها تشترك في كونها قوة غير نظامية لها تأثير كبير على الواقع الميداني والسياسي.
ولو نظرنا كميليشيات عربية وكيف أثرت فأنه يخطر على البال
حزب الله (لبنان): بدأ كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكنه أصبح كارثة لبنانية وتحدي رئيسي في السياسة اللبنانية والإقليمية.
الحشد الشعبي (العراق): تأسس لمحاربة داعش بموافقة أطراف النزاع مابعد إحتلال العراق، لكنه أصبح قوة صعب تجاوزها سياسيًا وعسكريًا أثرت سلبًا في وجود دولة حقيقية تحمي الجميع.
الحوثيون (اليمن): تحولوا من جماعة محلية لها مطالب شغبية تعرضت لمظلومية النظام السابق إلى جماعة لا تؤمن إلا بالقرار الإيراني الطائفي الذي يتم تطبيقه على شريحة كبيرة من اليمنيين ولاعب إقليمي غير مرحب به في الصراع اليمني.
ومن أهم أسباب ظهور المليشيات في العالم العربي:
1. ضعف الدولة: انهيار المؤسسات الحكومية في دول مثل العراق، سوريا، ليبيا، واليمن أدى إلى فراغ أمني استغلته المليشيات.
2. التدخلات الخارجية: لعبت الدول الإقليمية والدولية دورًا في تمويل وتسليح بعض هذه المليشيات لتحقيق أجنداتها الخاصة.
3. التوترات الطائفية والعرقية: أدى تفاقم الانقسامات الداخلية إلى تشكيل مليشيات للدفاع عن مصالح فئات معينة.
4. التهميش الاقتصادي والاجتماعي: في كثير من الأحيان، يشعر أفراد المجتمعات المهمشة بضرورة اللجوء إلى القوة المسلحة لحماية حقوقهم.
وتختلف تواجد هذه المليشيات من بلد إلى أخر وفقا لتوجهات يأخذ بها المؤسسون على سبيل المثال مليشيات طائفية: تعتمد على الانتماءات الدينية أو المذهبية، مثل الحشد الشعبي في العراق أو حزب الله في لبنان.
أو مليشيات عرقية: تُشكّل على أساس عرقي مثل المليشيات الكردية في سوريا والعراق. ومثلها مليشيات قبلية: تلعب القبائل دورًا محوريًا في النزاعات المسلحة كما هو الحال في ليبيا واليمن
وأخيرا مليشيات أيديولوجية: تقوم على أسس سياسية أو دينية متطرفة مثل الجماعات الجهادية.
الدور السياسي والعسكري للمليشيات:
عسكريًا: تقوم بدور رئيسي في النزاعات المسلحة، وغالبًا تكون أقوى من الجيش النظامي في بعض الدول.
سياسيًا: تملك بعض المليشيات نفوذًا سياسيًا كبيرًا، وتمثل مكونات داخل البرلمانات والحكومات مثل حزب الله في لبنان.
اقتصاديًا: تدير العديد من المليشيات أنشطة اقتصادية غير مشروعة مثل تهريب الأسلحة والمخدرات.
تأثير المليشيات على الدول العربية:
l الأمن والاستقرار: تؤدي أنشطة المليشيات إلى إطالة أمد النزاعات وزيادة الفوضى.
l السيادة الوطنية: يضعف وجود المليشيات من قدرة الدول على اتخاذ قرارات مستقلة.
l النسيج الاجتماعي: تُعمّق المليشيات الانقسامات داخل المجتمع.
أخيرا تمثل المليشيات العربية تحديًا كبيرًا لأمن واستقرار الدول العربية. إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تعزيز دور الدولة، تقوية المؤسسات، ومحاربة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى ظهور هذه الجماعات. بدون ذلك، ستظل المليشيات عاملًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل المنطقة.