# ديسمبر شهر التوعية بالاكتئاب
أن التوتر فى حد ذاته لا يسبب السرطان، لكن السلوكيات الخاطئة الناتجة عن التوتر تؤدى إلى الإصابة بالسرطان، فعندما يتعرض الشخص لضغوط نفسية شديدة ويتعرض للتوتر ،يلجأ للتدخين ، وشرب الكحول، وتناول الطعام بكثرة ما يصيب بالسرطان، ووجد أن هناك علاقة بين الإصابة بالسرطان والاكتئاب.
بالنسبة للمصابين بالسرطان بالفعل، فقد تبين من خلال الدراسات أن الحالة النفسية السيئة للمريض والتوتر يساعدان على ازدياد الحالة سوءا، فقد أجريت تجارب على فئران مصابة بأورام، وتم عزلهم، يعتبر من مسببات التوتر عند الفئران، وكانت النتيجة أن حجم الورم ازداد، موضحا أنه تم تسجيل إحدى الدراسات التى أجريت على سرطان الثدى أنه خلال خمسة أعوام من المتابعة، تبين أنه تنخفض احتمالات البقاء على قيد الحياة بين السيدات اللاتى ترتفع معدلات إصابتهن بالاكتئاب.
🌟لطالما كانت الصلة بين التوتر والقلق وتأثيرهما على الصحة العامة تثير التساؤلات بشأن التسبب في الإصابة بأمراض عدة، إلا أن دراسة تحليلية حديثة، نُشرت في دورية جمعية السرطان الأميركية "كانسر"، كشفت عكس ذلك، إذ بيّنت أن الحالة النفسية ليست مرتبطة بارتفاع مخاطر الإصابة بمعظم أنواع السرطان.
ويعتبر الاكتئاب والقلق نوعين من اضطرابات الصحة العقلية السائدة التي تؤثر على ملايين الأشخاص في أنحاء العالم، فبينما يتسم الاكتئاب بمشاعر الحزن المستمرة وفقدان الاهتمام ونقص الطاقة، يتسم القلق بالأرق والخوف. ويمكن أن تكون لكلا الحالتين آثار عميقة على نوعية حياة الفرد والعلاقات الاجتماعية والأداء اليومي.
ويعتقد العلماء أن من ضمن الآليات الرئيسية، التي ربما يؤثر من خلالها الاكتئاب والقلق على خطر الإصابة بالسرطان، هو جهاز المناعة، إذ يمكن أن يؤدي الاضطراب النفسي طويل الأمد إلى خلل في الجهاز المناعي، مما يضعف قدرته على اكتشاف الخلايا غير الطبيعية والدفاع عنها، وقد تخلق هذه الاستجابة بيئة مواتية لتطور الخلايا السرطانية وتطورها.
غير أن الدراسة الجديدة، التي لم تدرس تلك الآليات، بل قامت بالتحقق من مجموعة كبيرة من الدراسات السابقة، تؤكد خطر ذلك الزعم، إذ حلّل الباحثون مجموعة كبيرة من الدراسات العلمية أجريت على سكان من هولندا، وبريطانيا، والنرويج وكندا، تضم مجتمعة أكثر من 300 ألف بالغ.
ولم يجد التحليل أي ارتباط بين الاكتئاب أو القلق، وسرطان الثدي والبروستاتا والقولون والمستقيم، والسرطانات المرتبطة بالكحول بشكل عام خلال متابعة تصل إلى 26 عاماً.
💥وسابقاً، تم ربط وجود الاكتئاب أو القلق بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة والسرطانات المرتبطة بالتدخين بنسبة 6%، لكن تم تقليل هذه المخاطر بشكل كبير بعد تعديل عوامل أخرى بما في ذلك عادة التدخين وتقليل الكحول ومؤشر كتلة الجسم.
وعلاوة على ذلك، أشارت بعض الأبحاث إلى أن أي علاقة محتملة بالمرض قد تتأثر بعوامل مربكة مختلفة، مثل عادات نمط الحياة والحالة الاجتماعية والاقتصادية والاستعداد الجيني.
وبحسب دراسات سابقة، يمكن أن يؤدي الإجهاد النفسي المزمن إلى حدوث حالة من الالتهابات المزمنة في الجسم، حيث يلعب الالتهاب دوراً مهماً في تطور السرطان، من خلال المساهمة في تلف الحمض النووي ودعم نمو الأورام.
وارتبطت المستويات المرتفعة من علامات الالتهاب بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مما وفر في السابق مزيداً من الأدلة على الصلة المحتملة بين الصحة العقلية وخطر الإصابة بالسرطان.
كما يُمكن أن يؤثر الاكتئاب والقلق أيضاً على خيارات نمط حياة الفرد، الأمر الذي قد يسهم في خطر الإصابة بالسرطان.
ومن الممكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من ضائقة نفسية أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات غير صحية، مثل التدخين والإفراط في استهلاك الكحول والعادات الغذائية السيئة.
ومنذ فترة طويلة تم التعرف على هذه السلوكيات كعوامل خطر كبيرة لأنواع مختلفة من السرطان.
ويعيش الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب والقلق حياة خاملة ويهملون ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
ويرتبط الخمول البدني بزيادة الوزن والسمنة، وكلاهما من عوامل الخطر المعروفة للعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم وسرطان بطانة الرحم.
توصل بحث علمي جديد إلى أن الاكتئاب يزيد من احتمال الوفاة بين المرض المصابين بالسرطان.
وقال فريق البحث إن هناك ضرورة لمراقبة الحالة النفسية لمرضى السرطان لمحاولة تجنب تأثير إصابتهم بالاكتئاب على وضعهم المرضي.
✨وقد راجع البحث الذي أجراه فريق من جامعة British Columbia ما مجموعه 26 دراسة منفصلة تضمنت دراسة حالات 9417 مريضا، واستنتج أن نسبة الوفاة ارتفعت بمقدار 25 في المئة في أوساط المرضى الذين بدت عليهم أعراض اكتئاب، بينما وصلت النسبة الى 39 في المئة بين الذين شخصت لديهم حالات اكتئاب بالفعل.
وقال الباحثون إن هناك حاجة الى دراسات إضافية قبل التوصل الى استنتاجات نهائية، حيث لا يمكن استبعاد تأثير عوامل أخرى على إمكانية الوفاة.
ولم تعثر الدراسة على دليل يؤكد تأثير الإكتئاب على تفاقم حالة الإصابة بالسرطان
🌟خيارات علاج السرطان التي تتضمن الصحة النفسية
يمكن أن يساعد الدعم العاطفي والاجتماعي مرضى السرطان في التغلب على التوتر. يمكن أن يقلل هذا الدعم من مستويات الاكتئاب والقلق والأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بين المرضى.
قد يرغب المرضى الذين يعانون من توتر شديد عند تشخيص إصابتهم بالسرطان في استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم بشأن الإحالة إلى أخصائي صحة نفسية مناسب. في الواقع، توصي بعض المنظمات الخبيرة بفحص جميع مرضى السرطان باستخدام أداة مناسبة، مثل مقياس أو استبيان للكرب بعد التشخيص مباشرةً وكذلك أثناء العلاج وبعده من أجل التحديد المبكر لمشاكل الصحة النفسية، والتي يمكن معالجتها إلى جانب الجوانب الجسدية للسرطان عن طريق:
1.الإحالة إلى أخصائي الصحة النفسية
2.النشاط البدني
3.مواجهة التحديات المعقدة للصحة النفسية ورعاية مرضى السرطان في المناطق الريفية
إن الصلة بين الصحة النفسية والسرطان صلة معقدة، حيث تلعب الصحة النفسية دورًا حاسمًا في إدارة السرطان. وبينما نواصل مهمتنا للحد من عبء السرطان لبد من دمج استراتيجيات الصحة النفسية في رعاية مرضى السرطان أمر في غاية الأهمية.
مع خالص تمنياتي للجميع بدوام الصحة و العافية و لكل المرضى بالشفاء العاجل.
#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن
بقلم د.اماني صالح هادي سعيد
اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن
برج الاطباء -حي عبدالعزيز
مستشارة وحدة السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان
مدير الادارة البيئة والاجتماعية بوزارة الصحة والسكان
رئيسة وحدة التوعية الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين والكفاءات
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية