آخر تحديث :الإثنين-24 فبراير 2025-01:35ص

القيادة الحقيقية وتحمل المسؤولية.. بين رفاهية الشعوب ومآسي السلطة في اليمن

الإثنين - 04 نوفمبر 2024 - الساعة 11:03 ص
عدنان زين خواجه

بقلم: عدنان زين خواجه
- ارشيف الكاتب


في مختلف بلدان العالم، تأتي القيادة الحقيقية بمسؤولية عظيمة لتحقيق مصالح الشعوب والعمل على تحسين جودة حياتهم. نرى قادة حول العالم يسعون بكل جهد لتقديم رفاهية حقيقية لمواطنيهم، يسافرون ويتعلمون من تجارب الدول المتقدمة، ويعملون بجد لخلق فرصٍ اقتصادية وتعليمية وصحية تخدم شعوبهم. فالمسؤولية هي عبء ثقيل، لا تحمله القيادات العظيمة رغبةً في المناصب بل لتحقيق رفاهية وكرامة شعوبهم.

إلا أن المشهد في اليمن يُخالف هذا التوجه العالمي. عانى الشعب اليمني طويلاً من قيادات متعاقبة تمسكت بالسلطة، ليس من أجل مصلحة الوطن، بل لتحقيق مصالح شخصية تخدم أُسرهم ومحيطهم الضيق، حتى ولو كان ذلك على حساب معاناة الملايين. في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون القيادة وسيلة لتحقيق التطور والنهوض، نجد أن القيادات اليمنية تكرس نفوذها لإدامة رفاهيتها الشخصية، وتحصيل المكاسب لصالحها، دون اكتراث بمصالح الشعب والوطن.

تنتقل صور هذه القيادات من جيل إلى آخر، وقد استطاعت هذه القيادات في اليمن الاستفادة من منظومات القبلية والمناطقية التي تُعزز من بقاء السلطة في أيدي عدد قليل من المنتفعين. ومع الأسف، فإن نتائج هذا النهج لا تتوقف عند توقف عجلة التنمية، بل تمتد لتشمل إدامة الفقر والبطالة وانتشار الأمية والمرض بين صفوف المواطنين، في مشهد يُعتبر كارثة إنسانية واجتماعية.

في حين أن المواطن العادي في اليمن يستيقظ يوميًا ليواجه تحديات الحياة الأساسية من أجل البقاء، نجد أن من هم في موقع المسؤولية يغلقون أعينهم عن هذه الحقائق، ويكرسون جهودهم لبناء حياة رغيدة لهم ولأسرهم. ولا تتوقف النتائج السلبية لهذه السياسات عند الحاضر فقط، بل تؤثر على مستقبل اليمن وأجياله القادمة، حيث يُزرع الشك في كل أمل بقيام دولة تعطي حقوق الشعب وتعلي شأنه.

إنّ الشعوب التي تعاني اليوم من انعدام القيادة الحقيقية بحاجة إلى أن تتكاتف وتعمل من أجل بناء جيل جديد من القادة الذين يتطلعون إلى مصلحة الوطن، مستفيدين من تجارب الدول الأخرى ومشاريع التنمية الحقيقية.