آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-09:44م

إلى الحكام العرب ..

السبت - 02 نوفمبر 2024 - الساعة 09:34 ص
ايهاب المرقشي

بقلم: ايهاب المرقشي
- ارشيف الكاتب


إلى من يدّعون حكمة القيادة وأذلّوا كرامتهم من أجل مصالح صغيرة إلى الحكام الذين يمعنون في الصمت تاركين الشعب الفلسطيني يواجه الإبادة الجماعية لقد أصبحتم عارًا على جبين الأمة ووصمة في تاريخ الإنسانية.


كيف تجرؤون على محادثة المحتل بينما أطفال غزة يُبادون وهُم يتغنّون بالبراءة؟ كيف تتجرأون على مهادنة القتل والتهجير في الوقت الذي تتعالى فيه صرخات الأمهات الثكالى؟


إن ما يحدث في غزة ليس مجرد أحداث عابرة بل هو جريمة يُسجلها التاريخ وأنتم تغضون الطرف وكأن الأمر لا يعنيكم.


في الوقت الذي يضع فيه بعضكم يدًا بيد مع نظام الاحتلال، تتقافزون عن المبادئ الإنسانية وتنسون دماء الأبرياء سواء كانوا أطفالًا رضعًا أو نساءً صغيرات.


إن التواطؤ مع اسرائيل تحت أي ذريعة هو خيانة لدماء الشهداء تواطؤٌ يجعل منكم شركاء في الجريمة.


إن صمتكم عن الإبادة وعجزكم عن اتخاذ موقف حازم يثبت أنكم خدمٌ للسياسات الغربية لا تُعبرون عن طموحات شعوبكم في الحرية والعزة.


كيف تحلمون بمستقبل مشرق في عيون شعوبكم بينما تجلسون مع جلادهم؟ كيف تُغمضون أعينكم عن المجازر وتتصرفون وكأن غزة ليست وعدًا تاريخيًّا وثقافة عميقة بل تُعاملونها كتفاصيل هامشية لا تعنيكم؟


لقد سئمنا من خطبكم الجوفاء وزيفكم المتكرر إن اللحظة التاريخية تتطلب منكم موقفًا واضحًا وشجاعة لم تعهدوها غزة بحاجة إلى أصواتكم وحكام العرب بحاجة إلى صحوة ضمير عاركم سيكون خالدًا ما لم تتخذوا خطوات مؤثرة وفعّالة تنقذ الأرواح وتعيد الحقوق.


إن عملكم ليس مجرد سياسة بل هو مسؤولية تاريخية فكونوا أوفياء لتلك الوعود ترفعوا عن صغائر المصالح وكونوا صوتاً للحق فأجيال المستقبل تراقبكم وتدون أسماءكم في صفحات التاريخ هل ستختارون الخزي أم المجد؟ الخيار بيدكم لكن ملحمة غزة لن تُنسى، والدماء لن تذهب سُدى.