من يحمي لصوص الوطن

في موقف طريف لا يخلو من السخرية، توجهت إلى بوابة الجهاز المركزي للمحاسبة بحثًا عن إجابة لسؤال أثار فضولي واهتمامي كمواطن: "هل يمكنني الحصول على معلومات حول أسماء اللصوص في مؤسسات الدولة وكم حجم المبالغ المنهوبة؟"

لم يكن رد الموظف سوى ضحكة خفيفة تحمل في طياتها ما يكفي من الإجابات الضمنية. قال لي ببساطة: "الشعب كله عارف من هم اللصوص، ما يحتاج أنك تبحث عن أسمائهم." أدهشني الصدق والعفوية في جوابه، وكأن حقيقة الفساد أصبحت جزءًا من الواقع المألوف.

ثم أضاف: "أما المبالغ، فهذا موضوع سري." لم يكن رده عن حجم الأموال المنهوبة مفاجئًا بقدر ما أثار تساؤلات أكبر حول مدى الشفافية المتاحة للمواطنين.

رددت عليه بحزم: "أنا أبحث عن معلومات حتى يتمكن الناس من لمس الحقيقة بأن من حقهم معرفة من سرق أموالهم." فكرت للحظة، كم هو مؤسف أن تظل المعلومات الأكثر أهمية سرية، بينما الفساد نفسه أصبح علنيًا يعرفه الجميع دون الحاجة إلى إثبات أو تقارير رسمية.

الموقف يعكس واقعًا مريرًا، حيث تكون الحقيقة واضحة للجميع، لكن الوصول إليها في الأطر الرسمية يظل محاطًا بالحواجز.