آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-10:41م

شرطة نقيل الإبل في عهد أبو قائد

الإثنين - 26 أغسطس 2024 - الساعة 05:04 م
موفق السلمي

بقلم: موفق السلمي
- ارشيف الكاتب


لو كان قادة الحوثيين مثل (أبو قائد) لدامت دولتهم قرونا عديدة ولملكوا أمبراطورية فارس والروم؛ فإن الله يقيم الدولة العادلة ، وإن كانت كافرة، هكذا قيل... لا أمدحه رغبًا ولا رهبًا ، وإنما وفاءً وعرفانًا لأخلاقه وقيمه وأصله الكريم ، متمسكًا بالقانون ، هادئا ، متزنًا ، ذا شهامةٍ ومروءة ، والناسُ عنده سواسية ، ولا صولةَ ولا جولةَ إلا للحق ، يضعُ الشيخ والمهمش في حصير واحد!.

ذلكم القائد حوّل متجر نقيل الإبل ، الذي كان يملكه أعز أصدقائي الحميمين ، إلى الدولة القانونية التي عرفناها في كتب النظم السياسية والقوانين الدستورية وقلما أن توجد. ومن يدلف اليوم قسم شرطتنا يُلفي شيئا عجيبا ، إنه يأمن المتهبشين والمشيخ الماكرين ، ولا يراهم البتة ، يعمل القسم بآلية بديعة ويحيل القضايا إلى جهات الاختصاص في الحال ، وينهي بعضها بلسان قائده العذب .

سجنه ليست سِجّينا ، ولا متجرا ، ويلجه المشائخ الذي ما قيدت حريتهم يوما، ذاك إن شكا بهم أحد ، وإلا فإنهم لا يملكون الجرأة للوقوف بين يديه ، ومائدته مبسوطة للوافدين والزائرين ، يبش وجهه للكالحين ، عبوسا قمطريرا في وجوه الطغاة الظالمين .

لقد صيّرني عباس العقاد شيعيّا من خلال كتابه عبقرية الإمام علي ، وربما يجعلني أبو قائد حوثيّا .