آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-09:40م

أسباب وأبعاد تفجير الحوثيين البيوت والمساجد

الخميس - 21 مارس 2024 - الساعة 12:22 ص
حسن الكنزلي

بقلم: حسن الكنزلي
- ارشيف الكاتب





تفجير المنازل والمساجد من قبل الحوثيين هو جزء من الصراع في البلاد. وتفسير سلوكهم العنيف هذا هو إنعكاس للصراع السياسي والطائفي؛ إذ تشهد البلاد توترات طائفية مستمرة، إلى جانب التوتر السياسي. ولهذا التوتر الطائفي جذور ضاربة في أطناب التاريخ بالنسبة للحوثيين. والتفجيرات تعكس هذا التوتر والصراع بين الأطراف المختلفة.
وسلوكهم هذا هو جزء من استراتيجية عسكرية للسيطرة على المناطق، وترويع الخصوم والمخالفين. ولا نغفل مذهب الشيعة الروافض القديم جدا والمرتبط بهم منذ وجودهم، والذي يبيح نهب وتدمير ممتلكات من يخالفونهم مذهبيا، وقتلهم كثأر تاريخي لأئمتهم، كما يزعمون، ويستخدمون هذه الأعمال كوسيلة للانتقام وترويع السكان وإرهابهم في المناطق التي يسيطرون عليها.
كما أنه وسيلة لإثارة الاستفزاز والتأثير النفسي على الأعداء، ووسيلة للحصول على الممتلكات، كفيد وغنيمة مباحة لهم وكثقافة سائدة لديهم.

وسلوك الحوثيين في تفجير المنازل ما هو إلا امتداد لسلوك أخوانهم اليهود في غزة، مما يفضحهم ويكشف عن تناقض شعاراتهم التي يضحكون بها على الجهلة والسذج من أتباعهم، وممن على طريقتهم. وكمذهب آخر يطلقون عليه (التقية)، يبيح لهم الكذب والدجل والنصب والاحتيال على مخالفيهم، ويعدونه قربة إلى الله وثأرا ونصرة لأئمتهم. ومعلوم شعارهم الشهير "التقية دين".
ولا يخفى على كل يمني تشابه تعاملهم مع إخوتهم اليهود فيما يخص منازل ومساجد المخالفين؛ حيث حوَّلوها إلى ثكنات عسكرية، أو مجالس لتعاطي القات والشيشة والدخان، أو اتخاذها مجالسا لزواملهم ورقصاتهم المسماة بالبرع.

هذه الأعمال التدميرية ينبغي أن تذكر المجتمع اليمني بالمثل العربي الشهير: ”أكلت يوم أكل الثور الأبيض". وأن ما أمسى بدار سيصبح في الجوار، وبشكل مستدام. ولا ننسى أن مذهب الروافض في اليمن في حال انتصارهم وتغلبهم على البلاد، يبيح لهم اقتال الأسر الرافضية ضد بعضها من خلال تجييش الزنابيل وزجهم وقودا لهذا القتال، والذي منه توّلد المثل اليمني الشهير: "الحجر من القاع والدم من راس القبيلي"، فالقبيلي هو الضحية، أما السيد فلا، وذلك بهدف الغلبة والتولي على السلطة بالقوة! فهم كل بيت منهم يرى أحقيته في السلطة وليس لأحدهم أهلية الحكم إلا بالقوة العسكرية إلى جانب النسب. ولا اعتراف للكفاءة الإدارية في أدبياتهم، مما يعني أن فكرهم فكر مأزوم يستديم الصراع وتقويض السكينة. ولا خير للبلاد والعباد إلا بوقفة جماعية تعيد الحوثيين إلى المربع الأنسب لهم والذي يستتب فيه أمر وأمن البلاد والعباد ودمتم سالمين!