آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-09:27م

الزراعة فضل ليس حكرا على الريف

الثلاثاء - 05 سبتمبر 2023 - الساعة 01:13 م
حسن الكنزلي

بقلم: حسن الكنزلي
- ارشيف الكاتب


قال تعالى :
{ أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُۥٓ أَمْ نَحْنُ الزّٰرِعُونَ (64)  }
[الواقعة : 63 إلى 64].

نحن نأخذ بالأسباب؛ فنحرث، والله هو من يزرع، فلنأخذ باقصى ما نستطيع من الأسباب، ونعتمد ونتوكل على الله، ونفوض الأمر إليه، وندعوه؛ ليقدر ويدبر لنا الخير؛ لياتي الزرع على خير ما يرام!!

والزراعة ليست عادة إنسانية فقط؛ وإنما عبادة؛ إذا ابتغينا بها وجه الله، واحتسبنا عليها الأجر. وما أكل مما زرعنا مخلوق؛ إلا كان أكله صدقة لنا؛ متى ما زرعنا بنية ابتغاء مرضاة الله، واحتساب أجر الصدقة؛ ففي الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
((ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة)).

وأجر وفضل الزراعة ليس حكرا على فلاحي الأرياف؛ فقط بل يستطيع أن يفوز بهما أهل المدن والحواضر من خلال الزراعة المنزلية الهادفة ؛بل قد يكون أجرهم أعظم! لأنهم يتسببون بوجود الخير في أماكن ندرتها وتعذرها.

وإذا علمنا أن الزراعة في المدن لها فوائد أخرى، تعود على البيئة، وعلى الصحة الجسدية والنفسية والعقلية، فنحن أيضا مأجورون على هذه الفوائد.

فلننظر كم من ذرات غاز الأكسجين تطلقها الشجر لتتنفسها المخلوقات! فكل ذرة خير هي من صنائع معروفنا. و"صنائع المعروف تقي مصارع السوء" وكل ذرة خير في ميزان حسناتنا. قال تعالى : 
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُۥ}
[الزلزلة : 7]

فليجعل كل مدني هدفه نيل هذا الأجر والفضل والشرف! من خلال الزاعة المنزلية الهادفة، ومع هذا حتما سيجني بعض الفوائد والعوائد الأخرى منها، كتحقيق اكتفاء ذاتي من بعض المحاصيل، أو ايجاد مصدر دخل اضافي، وسيستفيد من أشياء كثيرة مهدرة في عملية الزراعة المنزلية؛ فضلا عن المتعة والراحة النفسية، وتحقيق الجانب الجمالي البهيج و"الله جميل يحب الجمال".

وهناك الكثير من العوائد والفوائد للزراعة المنزلية؛ إذا كانت مشروعا لكل قادر عليه ولا يصعب حصرها؛ وإنما لا متسع لذكرها...
فلنبادر إلى هذا النشاط، ونتعاون على تحقيقه بكل السبل والوسائل المشروعة والممكنة وسيوفقنا ربنا عز وجل!.
ودمتم سالمين!