آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-09:18م

فرضياتنا وانتحال المنتحلين

السبت - 15 يوليو 2023 - الساعة 03:03 م
حسن الكنزلي

بقلم: حسن الكنزلي
- ارشيف الكاتب


قبل أكثر من حوالي سنة، وضعت افتراضا باحتمالية إثمار العنب في المناطق الحارة، وأن الأمر فقط إنعدام خبرة في تعامل أصحاب المناطق الحارة، وأطلقت سؤالا استقصائيا في بعض مجاميع التواصل الاجتماعي، عما كانت هناك مشاهدات لعنب أثمر في المناطق الحارة؟ وبحسب ظني أنني نشرت ذلك حتى في مجموعة "الجمعية الوطنية للبحث العلمي".

جاءتني إجابات أتذكر منها:
- المهندس وخبير النحل الشهير عبدالسلام السنيدي؛ ذكر أنه أرشد أهل بيت بحصن عطية، بأبين بكيفية التعامل مع شجرة لديهم، وأثمرت، وأنها يبست بسبب النزوح في حرب القاعدة.
- التربوي ناصر عمير؛ أفاد أنه كانت توجد قبل التأميم أشجار عنب تثمر، في عمودية، بأبين، في مزرعة الحاج أحمد ومزرعة الجفري.
- شخص آخر؛ ذكر إنه قطف وأكل من شجرة عنب، كانت في مزرعة صالح الميسري، في المسيمير، بأبين.
- المهندس والخبير الزراعي المخضرم صالح السنيدي باعباد، أفاد -حينها- أن العنب زرع بالمدينة الخضراء، بعدن، وأثمر، في فلل أشخاص من المناطق الشمالية، لديهم خبرة في التعامل مع العنب.
والمهندس أمين بابكري؛ أكد أن ذلك ممكن جدا؛ بناء على معلومات عنده عن تجارب مسبقة.
وهناك إفادات أخرى من آخرين؛ من الحديدة وحضرموت وأبين؛ لا أتذكرها تماما، جميعها تؤكد نجاح تجارب لزراعته وإثماره!
- الدكتور المهندس محمد سالم الخاشعة -مدير مركز أبحاث الكود بأبين- أرسلت له مسودة هذا المقال؛ أستشيره، فبين أن الأمر ليس جديد، وذكر عدة تجارب ناجحة الإثمار؛ منها تجربة بحي ريمي، بعدن. وبين أن نجاح ذلك لا يعني نجاح زراعته بجدوى إقتصادية، وأن العنب يتحمل الحرارة إلى ٣٥ درجة. وذكر أن العلم في تقدم، ربما يصل إلى اصناف مقاومة للحرارة(؟!)، ونبه إلى عدم إحباط الناس، وعدم المبالغة في هذه القضية، وأعطاؤها حقها...

من جهتنا لم يكن إطلاق ذلك الاحتمال جزافا؛ وإنما بناء على افتراض؛ لم نفصح عنه حتى الآن، ولن نكتمه؛ سواء كان ذلك الافترض صحيحا، أم العكس(؟!)؛ فكتم العلم حرام، ولن نفصح عنه، إلا بعد أن يعلم المهتمون والمختصون إطلاقنا له، حتى لا نتفاجأ بمنتحل من منتحلي الأفكار؛ ينسبها لنفسه! كما حصل ذلك سابقا كثيرا، وخُذلنا بصمت ممن لا يصح منه الصمت؛ بل وتعرضنا لهجمات، ومحاولات للتشويه والوشاية...

ومما لم نذكره؛ أن ذلك الافتراض لا يتعلق بشجرة العنب فقط؛ بل بأشجار أخرى مثمرة، اثنتان منهما يبدو أنه قد تحقق إثمارهما، والباقيات ننتظر من يجربها، من رواد ونشطاء الزراعة، وبعد ذلك يُحكم بصواب أو خطإ ذلك الافتراض، والذي لم يكن الوحيد!.
إننا نعمل ونبادر؛ خدمة للبلاد والعباد؛ ابتغاء مرضاة الله؛ ولكن التجارب علمتنا الحذر من خُطَّاب المال والشهرة والسبق الإعلامي، عن طريق الانتحال. ولأننا نخشى أن يبادرنا الأجل قبل إفراغ ما لدينا من خير لله -تعالى-؛ فإننا سنبوح بما عندنا لمن يظهره بعدنا، ممن نثق بدينهم وعلمهم ورغبتهم في البحث والتجريب العملي.. ورُبَّ مَن يسأل: لمَ لمْ نسجل ذلك لدى جهات معنية؟ والجواب: أننا أولا؛ لا نمتلك مؤهلا في المجال الذي نخوض فيه، وإنما مجرد شغف وفضول وتطفل على المجال.. ثم هل توجد في اليمن جهات تسجل مثل هذه الأمور؟
ربما، ولكن لا نعلم...
والله أعلم!
ودمتم سالمين!