يا ربّ وإن كانتْ دنياك ليستْ لعبادِك المتقين ، وكذلك هي متاعٌ زائلٌ ، وقليل ، وكما قلتَ غيرَ مرةٍ في كتابك المقدس ! فلا تحرمني من فضلك فيها ، وإن كان ذلك على حسابِ آخرتي ، فاقسم لي من تلك تلك الجنات والأنهار ، والكواعبِ الأتراب ، كرصيد فوري وعاجل ، فقلبي يكاد يفرغ..
وقد بلوتَني -يا اللهُ- بالضراءِ ؛ فصبرتُ ، ونزعتَ رحماتِك عني ، وحلّتْ بي البأساء؛ فلم أكُ يؤوسا قنوطا ، فابلوني بالنعماءِ لترى أأشكرُ أم أكفرُ ؟ وأحسنُ إلى عبادك، أم أكن مختالا فخورا ، صدقْني ربّي لنْ أنأَى وأعرضَ بجانبي كحالِ كثيرٍ من عبيدك ، أنا موفق تعرفني -مولاي- أكثر مما أعرف نفسي ، سحق الكرامات وهتك الحرمات ليست من شيمي ، بل ذلك لا يروقُ لي أصلا...
ابتهلَ إليك عبد المطلب وهو يعبدُ الأصنام فوهبته ما وهبت وكان من نسله أفضل خلقك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وذاك حينَ استضعفه قومه ، ونادك عبدك زكريا بعد أن بلغ من الكبر عتيا فبشرته بيحيى ، ورردت أهلَ أيوبَ ومثلهم معهم ، ورفعت ضره بعد أن ركض برجله ، إذ قال لك " مسنيَ الضرُ وأنت أرحم الراحمين".
ربّ هب لي من لدنك ذريّة طيبة فإن قومي استضعفوني وكادوا أن يستفزوني أو يثبتوني أو يقتلوني ، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ، وقد جعلتَ خليلك إبراهيم أبا ثالثا للبشرية ، بعد أن هجره أبوه دهرا مليا ، بل وقد تنازل عنه إذ وضعوه عتاولة الشرك والإجرام في النار ، وقد عوضته خيرَ مما فقد ، وبشرته بإسحاق إذ صكت المسكينة وجهها وقالت عجوز عقيم ، وذلك بعد أن يئست من المحيض...
فاللهّم افرح قلبي كما أفرحت أنبياءك أولئك، واجبره جبرا يتعجب منه الإنس والملائك والجان..
اللهم اجعلني من المقبولين في هذا الشهر الكريم ، وافتح لي من بركات أرضك وسمائك ، وهب لي بعضَ مقاليدِ الخزائن إني حفيظ عليم...