في حساب نهضة الدول التي إحترقت بعد الحرب العالمية الثانية، لم يصب في مصلحة الترويج للهزيمة أو إستغلال الدعم، أو الدعاية لغرض كسب الولاءات ، أو تسخير
المال من أجل إنتاج المعارف الوطنية، أو كسب الجماهير بتحسين الصورة الإعلامية، أو التنافس على كسب الولاءات الصحفية بشراء ذمم الصحفيين، وتلميعهم ثم تقزيم من قرر المُضي بوطنية وشرف !!
لتلك النهضة الجبارة كان هدف واحد :
هو بناء مجتمع مترابط الأطراف، وتسليم قُمرة القيادة للأكفاء فقط ، وإستغلال الدعم إستغلال رشيد ، يصب لمصلحة إحتياجات المواطن، وخدمة الانسان اولاً، بالغذاء والصحة، والرعاية الإجتماعية،
لم يكن في حسابات تلك الدول صرف الأموال الطائلة في إتجاه الترفيه ، أو الدعاية السياسية، والتبذير في الإنتاج الأعلامي السمعي والبصري، وهناك آلاف من البشر يعانون، من سوء المعيشة، ونقص الغذاء، وتردي الخدمات، وإنحطاط الفكر الأخلاقي !!!
عقلاء تلك الدول الذين قادوا بلدانهم إلى النهضة بعد ظروف عصيبة في وقت قصير، كانوا يعلموا بأن الفساد حينما يستشري يكون تأثيره سلبي على الأجيال، لذلك كانوا يعلمون بأن مسؤوليتهم تجاه مواطنيهم هو تلبية إحتياجاتهم، ومساعدتهم من غير مطامع شخصية، أو مآرب إنتهازية، بل هو هدف واحد لا سواه وهو تسخير كل الموارد النقدية، والمساعدات الخارجية، لمصلحة إحتياجات الناس ومراعاة همومهم ، والشعور بالإنسانية تجاههم.